هكذا هاجم الأهلى قلعة الفيصلى
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 23 يوليه 2017 - 8:45 م
بتوقيت القاهرة
** يلعب الأهلى مبارياته كلها للفوز. ولا أحد يصدق فكرة تجربة لاعبين افتقدوا حساسية المباريات. هذا كلام عن لاعبين هواة.. وعن زمن ذهب.. كان التدريب فيه لمرتين فى الأسبوع وعبارة عن خيال لا علاقة له بواقع المباراة. وقد خسر الفريق أولى مبارياته فى البطولة العربية أمام الفيصلى الأردنى لأنه بدأ اللقاء بدون إرادة فوز حقيقية. بدون جدية. بدون البحث عن المبادرة والسيطرة مبكرا. بدون ابتكار وإبداع فى أى جملة تكتيكية.
** هذا أيضا مجرد كلام يمكن أن يراه أى إنسان بسهولة. لكن الواقع أن سبب الخسارة الأول هو الفيصلى نفسه. هو الفريق الأردنى الذى لم يسمح بالمساحات. لم يسمح بتحركات لاعبى الأهلى القادمين من وسط الملعب. وفعل الفيصلى ذلك بطريقة بسيطة. تراجع مدافعا أمام صندوقه وفى داخله. فشكل بذلك زحاما كبيرا وزيادة عددية. وسلب الأهلى سلاحه الأول، وهو تحييد منطقة المناورة أمام مرمى المنافس. وهى التى يلعب ويتلاعب فيها خط وسط الأهلى. كما سلب الفيصلى من الأهلى سلاحه الأول «مكرر» وهو دخوله منطقة جزاء المنافس بأكبر عدد من المهاجمين.
** ربما فعل الفيصلى ذلك بتعليمات من مديره الفنى نيبوشا يوفوفيتش أو ربما فعله بتلقائية من لاعبيه لأنهم يواجهون الأهلى. وإذا كانت الأولى، فهذا المدرب درس الأهلى جيدا. وإذا كانت الثانية، فلا جديد فى المباريات التى يكون الأهلى طرفا فيها غالبا..!
** إذن ليست مشكلة أسماء لاعبين، ولكنها مشكلة أداء فردى ومظهرى رغبة فى الإعلان عن الوجود، وهى ليست مشكلة لاعب فرد، من يلعب ومن لا يلعب، فهل يبدأ أحمد أيوب بأزارو الوافد الجديد أو بمتعب أم بعمرو جمال. بحمودى أم بنيدفيد أو أكرم توفيق. هى مبدئيا مشكلة صلابة تكتيك الفريق المنافس وأسلوبه. وعجز الأهلى عن مواجهة هذا التكتيك كفريق وبأداء جماعى. ومن مظاهر هذا العجز عدم التحرك وصناعة مساحات أمام صندوق الفيصلى وداخله. وعدم استخدام التمرير بكثافة. واللجوء إلى «إلقاء» الكرات الطويلة إلى ملعب الفيصلى خاصة بعد الهدف. فالأهلى بخبرة لاعبيه قد يتأخر، ومع ذلك يتميز بالهدوء فى بناء الهجمات.. وفى تلك المباراة نسى الفريق تلك الخبرة. بجانب فقدان تناغم الأطراف، فمتى يتقدم صبرى رحيل بجوار الخط ويدخل ميدو جابر الصندوق، ومتى يتقدم باسم على ويدخل الصندوق كريم نيدفيد. بالإضافة إلى تأخر السولية وأكرم توفيق معا فى الضغط على منتصف ملعب الفيصلى للمساندة أو لاستخلاص الكرة مبكرا.. والأهلى بشكل عام لم يمارس الضغط، فخسر سلاحه الثانى!.
** تبقى نقطة. وهى أن هدف الفيصلى جاء نتيجة خطأ من محمد نجيب وربيعة، وكان هذا الهدف وراء تمسك الفريق الأردنى بمواقعه التى جعلت منطقة دفاعه مثل قلعة محشودة بالجنود الذين يدافعون عنها ببسالة.. والقلاع تقتحم بأساليب المناورة وبأسلحة حديثة فيها الابتكار والإبداع، ولا ينفع أبدًا ضربها بالمنجنيق.. راح زمن هذا السلاح يا أهلى..؟!