يبدأ شهر سبتمبر لتبدأ معه الاستعدادات فى كل البيوت المصرية يماثلها فى هذا كل البيوت فى العالم.
الاستعداد لهجرة الطيور الصغيرة أعشاشها إلى العالم الخارجى: معترك الحياة الذى يبدأ حينما تفتح المدارس أبوابها دون شك تلك مناسبة وحدث فى حياة الأم قبل الطفل تبذل فيها قصارى جهدها لجعلها أكثر بهجة وأعمق أثرا فى حياة العائلة: زى المدرسة وحقيبتها وصندوق الغداء الصغير والحذاء اللامع والجورب ناصع البياض وتصفيف الشعر والمصروف والمقلمة والألوان فهل تذكرتى عزيزتى الأم المصرية أن تطمئنى على صحة طفلك وأن تسألى الطبيب إذا ما كان قياس صغيرك لسكر الدم والضغط سليما فى الحدود الطبيعية؟
علنى لا أفسد بهجة أول يوم مدرسة بذلك السؤال ثقيل الظل الذى يبدو وكأنما جاء فى غير موعده. الواقع أننى اليوم أذكر بأحد أهم استعدادات الطفل القادم من أحداث الحياة وحلوها ومرها. انتظار الآن استعدادا له واستباق الخطر يمهد للوقاية منه.
مرضى السكر وارتفاع ضغط الدم رغم اعتبارهما مرضى الكبار إلا أن هذا لا يمنع إطلاقا انتشارهما بين الأطفال أيضا. إصابة الطفل بمرض السكر من النوع الأول والذى يغيب فيه إنتاج هورمون الإنسولين أو يقل بدرجة كبيرة غالبيا ما يعلن عن وجوده بأعراض غالبيا ما تكون فى سن مبكرة.. إن ارتفاع ضغط الدم لا يعلن عن نفسه أبدا بوضوح إلا بعد أن يتعدى الطفل مراحل الطفولة وربما الشباب، ارتفاع ضغط الدم فى شبكة شرايين الجسم فى مقابل مقاومة الشرايين لذلك التيار المندفع فيها كلما زادت المقاومة فى الشرايين زاد القلب من قوته ليدفع الدم بكفاءة الأمر الذى معه تتضخم عضلة القلب فى البطين الأيسر.. تبدأ الأعراض فى الظهور بعد أعوام من محاولة القلب حل مشكلته مع الشرايين هنا يتنبه الإنسان لوجود مشكلة صحية يتوقف حلها على عوامل كثيرة قد تنتج فى درء الخطر قبل أن تفشل عضلة القلب فيما يوصف بهبوط القلب.
توصى جمعية القلب الأمريكى بضرورة قياس ضغط الدم لدى الأطفال بداية من العام الثالث مرة على الأقل فى السنة.
فى الوقت الذى يعد مقياس ضغط الدم المتعارف عليه لدى الكبار ١٢٠/ ٨٠ فإن ذلك يعد مقياسا ينذر بالخطر لدى الصغار فيما يسمى مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم فى تلك الأحوال يجب قياس ضغط الدم لدى الطفل للتأكد خاصة أن السمنة قد تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الطفل فى غياب أى حالة مرضية أخرى. الانتباه إلى نمط الغذاء الذى يقدم للطفل قد يتكفل بحل المشكلة: الإكثار من الخضراوات الطازجة والفواكه والألياف والأسماك والانتباه للحركة والبرامج الرياضية والألعاب وتجنب المشروبات الغازية والمحلاة بالسكر والوجبات الجاهزة.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال يشكل مشكلة حقيقية ليس للطفل وحده إنما لعائلته أىضا. الأم غالبا لا تنتبه لخطورة المشكلة التى إذا ما اكتشفت فى بدايتها كلفتنا شر الهموم المستقبلية. هى أيضا مشكلة للأطباء الذين غالبيا أيضا ما يسقطونها من حساباتهم فإذا ما انتبهوا لقياس ضغط الدم لدى الطفل كان عليهم أن يلجأوا لاستعدادات خاصة للحصول على نتيجة دقيقة كان عليهم أيضا أن يتبينوا تأثير ظاهرة «البالطوا الأبيض» على الطفل الذى يرتفع ضغطه تلقائيا لمجرى وجوده فى عيادة طبيب يرتدى البالطو الأبيض ويمسك بسماعة.
عزيزتى الأم المصرية: لك أن تحتفلى بدخول طفلك المدرسة بأى صورة تبعث البهجة فى نفسك ونفسه. اطمئنانك إلى صحة بدنه وسلامة نفسه أظنه يعزز تلك البهجة ويضيف إليها.
ابدئى بقياس ضغط صغيرك
كل عام وأنتم جميعا فى صحة وسعادة إن شاء العلى القدير