كأسان للعالم!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 23 سبتمبر 2021 - 8:10 م
بتوقيت القاهرة
** عالم كرة القدم يعيش حاليا معركة تشبه معركة «الدورى الأوروبى السوبر» التى لم يبقَ مؤيد لها سوى ثلاثة أندية، وهى ريال مدريد، وبرشلونة، ويوفنتوس، والمسابقة كان هدفها المال، إذ إن جوائزها الأولية تقدر بـ 10 مليارات دولار توزع على الأندية المؤسسة. وقد فشل المشروع. والآن هناك مشروع آخر هدفه المال أيضا، ويحارب الفيفا لاعتماده بدءا من عام 2028، والمشروع هو إقامة كأس العالم لكرة القدم كل عامين. وهو فكرة طرحها الاتحاد السعودى لكرة القدم. وتمت الموافقة على إجراء دراسة جدوى لهذا المقترح عقب التصويت الذى جرى فى اجتماع الجمعية العامة للفيفا فى مايو الماضى.
** المعارضون لهذا المشروع قائمتهم كبيرة ومؤثرة، وهم الاتحاد الأوروبى واتحاد أمريكا الجنوبية، وكذلك الاتحاد الدولى للاعبين المحترفين (فيفبرو) الذى حذر من أن المقترحات لن تتمتع بأى شرعية دون دعم أعضائها كما عارضت المشروع رابطة المشجعين الأوروبية. وبالمثل رابطة الدوريات الأوروبية وهى مجموعة شاملة تضم جميع المسابقات المحلية الرئيسية فى أوروبا. كذلك أبدت سارينا ويجمان المدربة الجديدة للمنتخب الإنجليزى للسيدات، معارضتها لإقامة كأس العالم كل عامين.
وقالت ويجمان: «أعتقد أن هذا ليس جيدا للغاية بالنسبة للاعبين ومصالحهم، الأمور منظمة للغاية فى أوروبا، ولدينا بطولات رائعة، لدينا البطولة الأوروبية، وبعدها يأتى الأوليمبياد ثم كأس العالم».
** لجأ الفيفا إلى استطلاع رأى جماهيرى طرح فى 23 دولة على 15 ألف شخص، وأعلن الفيفا أن الجمهور يريد كأس العالم كل عامين، من واقع هذا الاستطلاع الذى جاءت نتائجه مؤيدة بنسبة 55% من المشاركين فى الاستطلاع.
** هذا مشروع تحركه شهوة جنى المال وزيادة أرباح الفيفا، وهو ما أعلنه صراحة، لكن الفيفا لم يفكر فى الأجندة الرياضية الدولية ولا فى مصير البطولات القارية لكرة القدم والألعاب الأوليمبية. كما أن كثرة الارتباطات والمباريات الآن أنهكت اللاعبين، فكيف سيكون الحال إذا أقيمت كأس العالم كل عامين؟ متى سيحصل اللاعبون على بعض الراحة؟ كيف سيتعافون من كرة القدم المكثفة فى كل عام؟! اللاعبون ليسوا مجرد آلات تدر الأموال!.. ثم إن كثرة تكرار كأس العالم، سيفقد البطولة رونقها وأهميتها، كما أنه سيضعفها، وقد ضعفت بالفعل فى الآونة الأخيرة ومنذ زيادة عدد المنتخبات إلى 32 منتخبا، وستضعف أكثر وتقل متعتها مع زيادة عدد المنتخبات إلى 48.
** حجج آرسين فينجر رئيس لجنة التطوير فى الفيفا غير مقنعة، فهو يقول إن المقترح الجديد يوفر المزيد من المباريات المهمة للاعبين الذين لا يلعبون فى بطولات الدورى الكبرى بأوروبا، كما أنه يقلل من السفر الدولى خلال الموسم، مع تقليص فترات الراحة الدولية إلى واحدة أو اثنتين على الأكثر.
** المؤسف أن الفيفا يعتمد على استطلاع رأى جماهيرى فقط لتعزيز مشروعه، بينما الأمر يتعلق بأمور فنية وتدريبية وصحية، وبأجندة كروية ورياضية مزدحمة تستهلك اللاعبين والرياضيين حاليا. وهو مشروع لا يهدف سوى إلى جنى الأموال، دون أى اعتبار لاحتمالات الجناية على كرة القدم وعلى متعتها وعلى الشوق إليها، وانتظار بطولتها الأكبر كل أربع سنوات..!
** أخيرا إن مثل هذا المشروع لا يجب النظر إليه من زاوية أنه سيمنح الذين لا يتأهلون فرصة أكبر للتأهل لنهائيات كأس العالم، ولهؤلاء نقول: «لا شىء عندكم مضمون؟!».