إهانة فى حفل أفريقى
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 23 ديسمبر 2010 - 10:03 ص
بتوقيت القاهرة
●●سألت العديد من الزملاء الذين كانوا يقومون بتغطية احتفالية الاتحاد الأفريقى :لماذا لم تنسحبوا من الحفل بسبب سوء المعاملة من جانب المنظمين لهذا الحفل؟
كانت الإجابة: حاولنا مغادرة المكان، إلا أننا فوجئنا بمجموعة من «البودى جارد» يمنعوننا من الخروج.
●● تعجبت من ذلك، فأنا أعرف أن الاتحاد الأفريقى جهة منظمة لشئون كرة القدم، وأن القاعة كانت مخصصة لحفل توزيع جوائز الأفضل فى القارة خلال عام 2010، فلماذا بودى جارد.. كأننا فى صالة من صالات الرقص؟
وإذا كان الاتحاد الأفريقى أو منظم الحفل يرى أن حضور الصحفيين المصريين لم يكن مرغوبا فيه، وأنه بذلك يبرر سوء المعاملة والإهانة التى وجهت إليهم، فهو تبرير أسوأ كثيرا من صاحبه، وتبرير يؤكد أن من أدلى به جاهل بقواعد المهنة، فالحفل لم يكن «حفل عشاء راقص» على أنغام التانجو.
ولكنه حفل رياضى تعلن فيه جوائز الاتحاد الأفريقى، والصحفيون المصريون الذين يقومون بتغطية نشاط الكاف ليسوا بحاجة إلى دعوة لتغطية مصدرهم فهم يتوجهون إلى مقر الاتحاد فى 6 أكتوبر بلا دعوة، ويغطون كل أنشطته بلا دعوة، فلماذا يحتاجون إلى دعوة لاختيارات أحسن اللاعبين والأندية والمدربين؟
هل هو العشاء الذى خاف عليه منظم الحفل؟ هل يظن هذا المنظم أن الصحفى لا يتوجه إلى مثل تلك الاحتفاليات سوى من أجل العشاء؟ هل أصبحت العقول مريضة إلى هذا الحد؟!
●● لقد توقعت أن يكون رد فعل الصحف المصرية لتلك الإهانات التى وجهت للصحفيين، أقوى مما رأيت فى اليوم التالى، حيث خصصت مساحات واسعة لتغطية الحفل، وكان يكفى أن ترصد الجوائز التى وزعت فى خبر لا تزيد مساحته على عمود، لعل ذلك يدعو صاحب المحل عيسى حياتو كى يسأل: أين الصحافة المصرية.. لعله يسأل؟
أعرف أن الاتحاد الأفريقى لم يكن يعنيه التغطية المصرية للحفل، فهو يبيع المنتج لشركة، والشركة بدورها باعته لمحطات تليفزيون، لكن الاتحاد نسى أن الصحافة جزء من الإعلام، وأن التغطية الجيدة ترفع من سعر المنتج الذى يبيعه، وهو لم يخسر شيئا هذه المرة، لأن الصحافة المصرية قامت بتغطية جيدة على الرغم من الإهانات.
●● لا أدافع عن الصحفيين لمجرد أنهم زملاء مهنة، ولا لمجرد أنهم مصريون.. وأفعل هذا دون خلط للأمور والأوراق، ودون ممارسة المعايرة «التقليدية العبيطة» التى تتحدث عن الاتحاد الأفريقى الذى تستضيف مقره مصر.. فهذا كلام جاهل، لأن مصر تكسب من وجود الاتحاد، ومصر كانت تمارس دورها الطبيعى حين قررت استضافة الاتحاد.. ومصر أيضا ليست مجموعة من الصحفيين، ولا هى مجموعة من البشر.. الموضوع باختصار أن ما جرى للصحفيين فى هذا الحفل كان إهانة تستوجب الاعتذار.