بين الوطنية والقومية
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
السبت 23 ديسمبر 2017 - 9:10 م
بتوقيت القاهرة
من الكلمات التى أصبحنا نسمعها بتواتر هذه الأيام فى الغرب كلمتى وطنى patriotism وقومية nationalism وأصبح اتهام تتهم بها أحزاب اليسار والوسط واليمين أحزاب يمين اليمين الذى نسميه اليمين المتطرف والذى يكسب كل يوم مسافة فى السياسة الأوروبية متهمين أياه بأنه يعظم من شأن الوطنية والقومية على حساب أوروبا الموحدة على رغم أن الكلمتين مختلفتا المفهوم والمعنى وتعمل على الانفصال من الاتحاد الأوروبى والانغلاق على ذاتها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها والعودة مرة أخرى إلى داخل الحدود الوطنية والعمل على الدفاع عن الحقوق والسياسات الوطنية التى تتعارض مع سياسات الاتحاد الأوروبى.
أما فى الشرق تعبيرى الوطنية والقومية تعنى كثير من المعانى خاصة بعدما عانى الشرق من الأحتلال الأوربى ونهب ثرواته لعقود طويلة، ولعبت ومازالت القضية الفلسطينية تلعب دورا فى إشعال الوطنية الفلسطينية والقومية العربية لدى شعوبنا، هذه النخوة التى بدأ الغرب يفتقدها ويفرغ رويدا رويدا قيمتى الوطنية والقومية من معناها على حساب إعلاء القيم الأوروبية رغم اختلافهم فى القومية واللغة والتاريخ وأشياء أخرى كثيرة.
كل ما أخشاه أن يُصدر لنا وفى هذا التوقيت بالذات المفهوم الغربى الجديد لتلك القيمتين والتى ستؤدى إلى مسخ لقميتى الوطنية والقومية لدينا والتى برغم اختلافنا نحن العرب عن بعضنا البعض فى سياسات كثيرة يطول شرحها هنا من مفهومنا ونخوتنا إلا لأن المشتركات بيننا كثيرة كاللغة والأديان والتاريخ... إلى آخره.
أنهى الغرب الأوروبى بعد الحرب العالمية الثانية صراعاته بين دوله وقرروا بعد الحربى الأولى والثانية ألا يحاربوا بعض أبدا ووصلوا لدرجة من النضوج السياسى لمعانى مثل ـ الحوار والمباحثات الثنائية أو متعددى الأطراف والتفاوض ـ مهما كانت المواضيع المطروحة شائكة وصعبة.
أما نحن فى الشرق فمازلنا نحتاج إلى شحن قيمتى الوطنية والقومية بمعناها «الطاهر» فى صدور شعوبنا لأن التحدى الذى أمامنا كبير والقضية المحورية فى حياة العرب لم تنحل فعلينا أن نثبت فى مواقعنا وندافع عنها ولا نسمح باسم التطور والتقدم والعولمة الذى سيحاول الغرب فرضه علينا بإفراغ تلك القيمتين من مفهومنا نحن لهما، فلننتبه.