مودة ورحمة .. ورغبة فى التغيير
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
السبت 24 يناير 2015 - 8:05 ص
بتوقيت القاهرة
القارئ العزيز: هل حدث أن واتتك الفرصة يوما أن تفلت من قبضة ذلك الإيقاع السريع الذى يتحكم فى تفاصيل يومك لتتمهل قليلا متأملا فكرة أن تُحدث تغييرا ما إيجابيا فى حياتك؟
أن تتوقف عن التدخين مثلا أو أن تلتفت إلى ذلك الوزن الزائد الذى يثقل حركتك ويهددك بارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بالسكر. ربما أيضا واتتك فكرة أن تبدأ برنامجا رياضيا معه تتنفس خلاياك وينتعش عقلك. إذا كنت قد نجحت فى أن تتحرر من إسار ضغوط الحياة المختلفة واخترت التغيير إلى نمط حياة أكثر صحة فأنت بلا شك تستحق التحية، أما إذا حاولت ولم تنجح فلا تبتئس مازالت الفرصة أمامك إذا ما راجعت تلك النصيحة التي سجلتها دراسة انجليزية موسعة: الازواج يحققون نجاحا أكبر إذا ما تشاركوا فى العمل على التغيير.
بدأت الدراسة العلمية الاجتماعية فى بريطانيا عام 2000 حيث سجل ثلاثة آلاف وخمسمائة زوج وزوجة كل ما يتعلق بملفاتهم الصحية وعاداتهم الغذائية لدى مركز للأبحاث تابعا لجامعة University College London لتبدأ متابعة محاولاتهم الجديد لتغيير أنماط حياتهم لأنماط أكثر صحة. التجربة مازالت مستمرة وإن بدأ فريق البحث فى نشر بعض نتائجها. كان من المدهش أن نتائج من تشاركوا فى محاولة إحداث التغيير من الأزواج تفوق نتائج من حاولوا منفردين بمراحل.
عند محاولة إنقاص الوزن نجحت 15٪ من السيدات إنقاص أوزانهن فى حدود 5٪ حينما حاولن دون أن يبدى أزواجهن رغبة فى المشاركة بينما سجلت 36٪ من السيدات نجاحهن فى إنقاص أوزانهن حين تقاسمن الحمية الغذائية مع أزواج رحبن بالانضمام إلى زوجاتهم.
ثمانية بالمائة فقط من الرجال نجحوا فى الإقلاع عن التدخين دون تدخل زوجاتهم بينما أقلع 48٪ من الرجال المشاركين فى التجربة حينما أقلعت زوجاتهم عن التدخين فى ذات الوقت.
أما حينما كان التغيير متعلقا باتباع برنامج للتمارين الرياضية فقد أقدم 26٪ من الرجال على الانتظام به منفردين بينما سجل 70٪ منهم انتظاما ومتابعة حينما لحقتهم زوجاتهم.
التجربة مازالت مفتوحة فى انجلترا لكنى لا أرى أى مانع فى أن نتقدم بطلب للانضمام لها خاصة لو كان كل المتقدمون مستوفين للشروط: اثنان تجمعهما مودة ورحمة ورغبة فى التغيير.