وائل جمعة.. شگرًا
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 24 فبراير 2014 - 6:00 ص
بتوقيت القاهرة
•• فى لحظة انتصار فريقه وفوزه بكأس السوبر الأفريقى للمرة السادسة وسط مناخ صعب، وفى ظلال كلمات نقد زاعقة، أعلن وائل جمعة أنه سيعتزل نهاية الموسم.. بكى وهو يبلغ جماهيره بالقرار. بكى كعاشق يفقد حبه. والبعض يفسر هذا البكاء بأن وائل ربما كان يشعر بعبء نفسى وضغوط هائلة لاسيما فى الفترة الأخيرة، وحين قرر الاعتزال شعر بالراحة. وكانت دموعه كى يرتاح.. وقد تحمل وائل جمعة كل أصناف النقد بأدب جم، وبشجاعة، وباحترام للنفس وللغير.. كان يدرك وهو الإنسان المثقف الحاصل على ليسانس آداب لغة إنجليزية أنه بقدر ما حصد من مدح وإطراء عليه أن يتحمل النقد، وهو تحمله. لكنه لم يقبل أبدا بالتجاوزات والإساءات شأن كل عاقل يضع خيطا بين المحب الذى ينتقد من يحبه، وبين المريض الذى صعد سلم الشهرة على مدارج الإساءات لكل الناس.
•• وائل جمعة وصف بأنه الصخرة، وبأنه البلدوزر، وبأنه أفضل مدافع فى تاريخ الأهلى من واقع البطولات التى حصدها أو شارك فى جمعها.. والواقع أن المدافع الأفضل والمهاجم الأفضل، واللاعب الأفضل. يتوج بهذا اللقب بناء على قدراته ومهاراته الفردية أولا. لأن البطولات فى كرة القدم تنسب إلى الفريق، إلى المجموع.. وفى مهارات المدافعين يتميز وائل بالتوقع، وبالصلابة، ونجح فى إيقاف أعتى نجوم أفريقيا فى بطولات الأمم التى شارك فيها المنتخب.. وعندما كان يتألق فى حراسة دروجبا أو صامويل إيتو مثلا كان يلقى كل التقدير، فإيقاف نوعية مماثلة من النجوم أصحاب القوة الجسدية والمهارة الفردية أمرا ليس سهلا على أى مدافع..
•• القوة مع السرعة والخفة منحت وائل جمعة القدرة على تقديم أفضل أداء. وحين فقد بعض سرعته، تأثر هذا الأداء. وهو أمر طبيعى بحكم الزمن والعمر والاستهلاك فى مباريات متتالية بلا توقف، فلابديل له تقريبا على مدى 13 عاما فى الأهلى والمنتخب. وقراره بالاعتزال فى نهاية الموسم قرار حكيم.. فمن جهة ترتبط قوة القرار بتوقيته وتوقيت إعلانه. وهو أيضا قرار نبيل. ووجه النبل فيه أن هذا اللاعب المهذب يجسد قمة الانتماء على حساب نفسه، وصورته، فلا يترك فريقه وسط موسم مضطرب، صعب..
•• إنه وائل جمعة الطيب المكافح واسمه بالكامل «وائل جمعة كامل الحوتى» المولود فى قرية الشين مركز قطور بمحافظة الغربية.. وقرية الشين بالنسبة للقرى المحيطة بها كانت مركزا للمعرفة بمواقع بيع وتوزيع الصحف فى سنوات مضت.. وبدأ وائل جمعة رحلة الشهرة من ناشئى مركز شباب الشين إلى النادى الأهلى مرورا بالمحلة.. ليحصد البطولات مع الفريق الذى يوصف الآن بأنه «الفريق الأكثر نجاحا فى العالم» بما حققه من بطولات قارية وعددها الآن 19 لقبا، متغلبا على إيه سى ميلان الإيطالى، وعلى بوكا جونيورز الارجنتينى.. وكلاهما فاز بثمانى عشرة بطولة..
•• وائل جمعة أعطى الأهلى والمنتخب بلاحدود ولم يحصل على المقابل معنويا وأدبيا.. وهو أمر يستحقه الآن بمعايير العطاء والاشتراك والمثابرة والتضحية والبطولات التى ساهم فيها سواء فى الأهلى أو فى المنتخب.. شكرا ياوائل.