تركيا قضت على سلاحها الجوى!!
مواقع عالمية
آخر تحديث:
الإثنين 24 فبراير 2020 - 10:55 م
بتوقيت القاهرة
نشر موقع The National Interest مقالا للكاتب Michael Peck تناول فيه أوضاع السلاح الجوى التركى بعد الانقلاب العسكرى الفاشل فى عام 2016 والإطاحة بعدد كبير من الطيارين لتعزيز حكم أردوغان، ومحاولات تركيا لتعويض هذا النقص.. جاء فيه ما يلى.
إن الحصول على طيارين مقاتلين ليس بالأمر الهين؛ حيث قدر سلاح الجو الأمريكى أن تدريب طيار جديد على قيادة طائرة مثل إف 35 يكلف 11 مليون دولار، كما أن سلاح الجو الأمريكى مستعد لتقديم مكافآت بقيمة نصف مليون دولار للاحتفاظ بالطيارين ذوى الخبرة؛ حيث يرى أن خبرة الطيار المقاتل المخضرم لا تقدر بثمن.
وعليه فإن الدولة التى تلقى بطياريها المقاتلين فى السجن لا تهدر المال فحسب ولكن موردا حيويا للغاية أيضا، ومع ذلك، قامت الحكومة التركية بتطهير السلاح الجوى بحيث أصبح من النادر أن تحلق مقاتلات من طراز إف 16.
بدأت المشكلة فى 15 يوليو 2016، عندما قام أفراد من الجيش التركى بمحاولة انقلاب فاشلة لإسقاط الحكومة الإسلامية للرئيس رجب طيب أردوغان؛ حيث حاول الجنود عزل إسطنبول عن طريق إقامة حواجز على جسر البوسفور ــ لكنهم سدوا الممرات فى اتجاه واحد فقط وأظهر شريط فيديو على يوتيوب جنودا يحملون دبابات «ليوبارد» يستسلمون للشرطة والمدنيين، وبينما كان أردوغان فى طريقه للعودة إلى إسطنبول بعد أن أنهى عطلته، كانت طائرته على مرأى طائرتين تابعتين للقوات الجوية التركية من طراز إف 16 إلا أنهما أخفقا فى إسقاطها.
كان الجميع يشككون فيما إذا كان الانقلاب عملية زائفة قامت بها الحكومة التركية بهدف خلق ذريعة لسحق الجنرالات الأتراك العلمانيين وأتباع رجل الدين المنفى عبدالله غول، وعلى أية حال، لم تستغرق هذه المحاولة الفاشلة وقتا طويلا لتعود حكومة أردوغان للانتقام.
تم الإطاحة بعدد كبير من الضباط من الرتب العالية، كما طرد أكثر من 300 طيار مقاتل يقودون طائرات من طراز إف 16، بما يظهر أن الجيش التركى أصبح يمثل تهديدا سياسيا، وتم الزج بعدد كبير من الصحفيين فى السجن لتعزيز الحكم السلطوى لرجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية. لكن سؤالا يلوح فى الأفق: من سيطير مقاتلات تركيا النفاثة؟!!
لا يبدو أنه وقت مناسب للقضاء على السلاح الجوى خاصة مع انشغال الجيش التركى بالحرب فى سوريا، واستيلاء القوات التركية على أجزاء من شمال سوريا، حتى أنه تم الإطاحة بطيار الطائرة التركية من طراز إف 16 التى قامت بإسقاط طائرة روسية فوق سوريا!!!.
تحاول الحكومة التركية تعويض هذا النقص فلجأت إلى واشنطن ــ بالرغم من أن الطيارين الأتراك يتلقون تدريبات فى الولايات المتحدة ــ طلبت منها إرسال مدربى طائرات أمريكية إلى تركيا لكنها رفضت، كما سعت تركيا للحصول على مساعدة من باكستان ــ التى تطير أيضا طائرات إف 16 ــ على الرغم من أن تدريب الطيارين الأتراك ينتهك قواعد تصدير الأسلحة الأمريكية، وأشار تقرير للمجلس الأطلنطى دلالة على يأس الحكومة التركية: «أصدرت الحكومة التركية مرسوما يهدد 330 طيارا سابقا بإلغاء رخصة طيار مدنى، ما لم يعودوا إلى الخدمة الجوية لمدة أربع سنوات»، وأضاف التقرير «ليس واضحا كيف سيؤثر قرار فرض العودة إلى الخدمة على معنويات الوحدة».
وبالحديث عن روسيا، فهى عدو تقليدى لتركيا منذ عدة قرون وكانت تركيا أسقطت إحدى المقاتلات الروسية فوق سوريا، ومع ذلك، تسعى تركيا لشراء صواريخ S ــ 400 الروسية بعيدة المدى المضادة للطائرات، وهذا بدوره يؤدى إلى زيادة حدة التوتر بين واشنطن وأنقرة حول سوريا وغيرها من القضايا.
كما وقعت تركيا أيضا اتفاقية مع شركة (Eurosam المتخصصة فى صناعة الصواريخ الفرنسية الإيطالية) لتطوير صاروخ بعيد المدى مضاد للطائرات، ولماذا تهتم تركيا فجأة بصواريخ أرض جو؟ قال المحلل التركى فيردا أوزير «فى أعقاب انقلاب 15 يوليو، كان هناك انخفاض فى عدد طيارين من طراز إف 16، مما خلق حاجة لتطوير دفاعنا الجوى»، وأضاف «هذا هو السبب لشراء S ــ 400».
وذكر أوزير: «لكن حتى S ــ 400 لن تحل بشكل كامل مشاكل الدفاع الجوى التركية»، «نظرا لأن نظام S ــ 400 الروسى لا يمكن دمجه فى البنية التحتية لحلف الناتو، فإنه لا يمكن استخدامه للحماية من الدفاع الصاروخى»، وبالتالى، تحتاج تركيا إلى نظامين: S ــ 400 لإسقاط الطائرات المعادية، وسلاح «يوروسام» لاعتراض الصواريخ الباليستية.
ربما كان من الأفضل عدم التخلص من هؤلاء الطيارين من طراز إف 16.
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد.
النص الأصلى