منشورات الإبادة.. وإدانة إسرائيل دوليًا!

مواقع عربية
مواقع عربية

آخر تحديث: الإثنين 24 فبراير 2025 - 6:20 م بتوقيت القاهرة

 نشر موقع عروبة 22 مقالًا للكاتب أنور محمود زناتى، تحدث فيه عن استخدام إسرائيل سلاح المنشورات فى هجومها ضد غزة كجزء من حربها النفسية، كما تناول كيف يمكن استخدام ما ورد فى هذه المنشورات كدليل إدانة ضد إسرائيل بارتكابها جرائم حرب.. نعرض من المقال ما يلى:

يشير «سلاح المنشورات» إلى استخدام المنشورات المكتوبة أداة للتأثير فى جماهير العدو، باعتباره سلاحًا من أسلحة الحرب النفسية والحملات الدعائية. والمنشورات أداة قوية للتوجيه أو التأثير فى الجمهور من خلال نشر رسائل محدّدة تسعى إلى تحقيق أهداف معيّنة.

تدين إسرائيل نفسها دوليًا من خلال تلك المنشورات، ذلك أن منشورًا منها بعنوان «أرَدتم الحرب فانتظروا النكبة الكبرى»! يهددهم صراحة «بنكبة مثيلة بـ1948 فوالله سنُنْزِل على رءوسكم الطامة الكبرى قريبًا».

ومصطلح «النّكبة» عند الشعب الفلسطينى يُذكره بالمأساة التى أصابته عام 1948 عندما تعرّض للتهجير القسرى الواسع النطاق من أراضيه، تم تهجير مئات الآلاف منهم، وتُسمى هذه الفترة بـ«النكبة» نظرًا إلى الألم والخسارة الكبيرة التى تعرض لها الشعب الفلسطينى، بما فى ذلك فقدان الأراضى، والمنازل، والممتلكات، بالإضافة إلى معاناتهم المستمرة نتيجة للتهجير واللجوء. وهذا هو الدليل الأول لإدانة إسرائيل، حيث تتضمن كلمة النكبة اعترافًا رسميًا بالتطهير العرقى منذ عام 1948.

وجاء فى المنشور جملة «إلى أهالى العدو فى الضفة اليهودية»، وهذا يعنى أن الجيش الإسرائيلى يرى أن غزة وغيرها هى أراضٍ يهودية، وهو ما يكشف عن نواياه المستقبلية فى احتلال أراضٍ عربية باعتراف المجتمع الدولى، ناهيك عن أنها حق تاريخى للشعب الفلسطينى المنكوب.

جاء فى المنشور دليل آخر على انتهاج إسرائيل لسياسة التهجير القسرى الذى يتعارض مع القوانين الدولية، فيقول المنشور صراحة: «لديكم آخر فرصة للهروب إلى الأردن بشكل منظم»، و«احملوا حمالتكم فورًا وارحلوا من حيث أتيتم إننا لآتون»! و«عليكم إخلاء منازلكم كى تسْلموا».

هى جُمل يعاقب عليها القانون الدولى والإنسانى؛ فالتهجير القسرى، سواء كان داخليًا أو عبر الحدود، هو أحد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ويُعتبر غير قانونى بموجب العديد من القوانين والاتفاقيات الدولية. ووضَع المجتمع الدولى عدة قوانين ومواثيق تهدف إلى حماية الأفراد من التهجير القسرى وضمان حقوقهم الإنسانية، منها اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية (1948)، والإعلان العالمى لحقوق الإنسان (1948)، وغيرهما.

فى آخر منشوراتهم قبيل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، ألقى الجيش الإسرائيلى منشورًا يحمل عنوان «هل بات النصر على الأبواب أم ليس بعد؟!»، ويحمل صورة للدمار الشامل الذى يفوق القنابل النووية الذى حدث فى غزّة، وهو ما يدين إسرائيل فى المحافل الدولية، وهذه العبارة تعكس شكوكًا أو تقديرات بأن المعركة لم تحسم بعد. فى سياقات الحرب، قد يعنى هذا أنّ الاحتلال لم يصل إلى النّقطة التى تضمن الانتصار النهائى أو الحسم، وربما يجدّد الإبادة مرةً أخرى ويتخذ إجراءات أكثر تطرّفًا.

وتبعه منشور آخر بعنوان «انتصار جديد للمقاومة»! مُرْفقًا برسومات تصور الأطفال والشيوخ والنساء يبكون فوق أنقاض منازل دمّرتها إسرائيل خلال الحرب، وهذا يُعدّ اعترافًا صريحًا بقتلهم للأطفال والشيوخ والنساء.

تعدّدت أشكال الانتهاكات الإسرائيلية الموجهة ضد المرأة والأطفال والشيوخ فى غزة، وهى تتمثل فى القتل وهدم واحتلال المنازل السكنية، والفقر بسبب سوء الأحوال الاقتصادية نتيجة لسياسة الحصار، وعدم الحصول على الرعاية الطبية الملائمة، وقيام القوات الإسرائيلية بمنع سيارات الإسعاف من الوصول للمرضى وذوى الحاجة ومنهم النساء إلى المستشفيات ومراكز العلاج.

وقد دفعت النساء والأطفال الثمن الأكثر فداحة، وكانوا عرضةً لشتّى أشكال القتل والإصابة والامتهان والعنف الجنسى، وافتقروا إلى سُبل البقاء الأساسية، وذلك بسبب طبيعتهم كفئاتٍ أضعف وأكثر عرضة من غيرهم.

من هنا يمكن تقديم تلك المنشورات للهيئات الدولية المعنية بجرائم الحرب التى لا تسقط بالتّقادم، فما بالنا وهى جرائم مستمرّة بصورة وحشيّة وعلى الهواء مباشرة.

 

النص الأصلى:

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved