ما هذا العبث..؟
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 24 مارس 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
هذا عبث، كله عبث. شىء مذهل أن يكون هذا هو حال مصر.. الألفيات التى كانت مليونيات باتت عبثا.. البلد الذى يقف عن الحياة من أجل اشتباكات أولاد حارتنا عبث.. تكوين ميليشيات أو استمرار التلويح بها وتهديد المصريين عبث.. إغفال حصار المحاكم والنيابات والمحكمة الدستورية عبث.. إغفال تطبيق العدل الناجز عبث.. احتلال عشرة أشخاص لميدان التحرير وتسمية ذلك اعتصاما هو عبث.. أن يغض الجميع، الدولة والأحزاب، نظرهم عن هذا الاحتلال ويسميه اعتصاما فهو عبث.. أن يمارس المصريون بأنفسهم القبض على المجرم ومحاكمة المجرم وشنق المجرم وسحل المجرم وتعليق جثة المجرم، وسط صيحات الثأر والفرح فهذه جريمة إنسانية وعبث.. إحراق مقار الإخوان المسلمين وسيارات مواطنين عبث.. سقوط ضحايا فى مظاهرات سلمية عبث.. الاسماء التى تطلق على المظاهرات والمستوحاة من أفلام حسن الإمام ويوسف شاهين عبث.. الجماعة التى ظلت 80 سنة جماعة محظورة أصبحت جمعية أهلية فى 24 ساعة عبث.. الاستقواء والاعتداء على سيدات وعلى صحفيين عبث.. والادعاء بسلمية التظاهر عبث.. والإقرار بأن حق التظاهر السلمى مكفول للجميع نفاق سياسى وعبث.. تسلح أطراف الاشتباك فى الشوارع بفرد خرطوش عبث.. مخطط إنهاك الشرطة والأمن لمصلحة البلطجية الذين يعيثون فى أرض مصر بالفساد والخطف والقتل عبث.. كل خلاف فى أى منطقة أو شارع أصبح قتالا بالأسلحة البيضاء والسوداء وهذا عبث.. المصرى الذى بات يفطر بالخرطوش، ويتغدى مولوتوف، ويتعشى رصاص حى عبث.. الأمن الغائب فى كل أنحاء مصر لاستهلاك الشرطة فى الأمن السياسى عبث.. حياة المواطن التى أصبحت رخيصة تؤكد حجم ما نعيشه من عبث.
صدور قرارات تمس قلب الاقتصاد ثم إلغاء تلك القرارات لأنها تمس قلب الاقتصاد عبث.. الشكوى من غياب الدولار والسولار والمتاجرة بالدولار والسولار عبث.. الذين يتحدثون عن نزول الجيش بمزاجهم، ويبررون نزول الجيش بأنه للحماية وليس للسياسة لعب بالنار وعبث. الذين يهتفون ويستدعون اليوم الجيش وهم أنفسهم كانوا يهتفون بسقوط العسكر قمة العبث.
من لايعرف قوة الجيش، وصرامة الجيش، وقدر الجيش، ومعنى نزول الجيش، ومتى يمكن أن ينزل الجيش، هو ممارس للتهريج وللعبث.
الفوز على سوازيلاند بعشرة أهداف للا شىء عبث. عبث.. إنه زمن العبث.