كورونا فى غزة المسئولية ستقع على عاتق إسرائيل
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الثلاثاء 24 مارس 2020 - 9:15 م
بتوقيت القاهرة
يوجد فى الضفة الغربية حاليا نحو 55 مريضا بالكورونا، وفى يوم الجمعة الماضية جرى الكشف عن مريضين بالكورونا فى قطاع غزة وهما الآن فى العزل الصحى فى معبر رفح. يوجد فى غزة تضافر إشكالى جدا بين جهاز طبى ينتمى إلى العالم الثالث، وكثافة سكانية هى الأعلى فى العالم، وصعوبة فى فرض توجيهات السلطات الصحية.
تفشى المرض بين الفلسطينيين يدفعهم إلى أحضان إسرائيل، فهم يعتمدون اعتمادا مطلقا على المساعدة الطبية التى تقدمها لهم لوقف تفشى المرض. لكن أزمة الكورونا تكشف حقيقة معروفة لا يزال كثيرون ينكرونها، وهى أنه من الصعب، وربما من المستحيل، الفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحتى الانفصال عن غزة لم يفصل القطاع فعلا عن إسرائيل.
نسيج الحياة فى يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، حيث يوجد مستوطنات يهودية إلى جانب بلدات فلسطينية، بالإضافة إلى حقيقة عمل عشرات آلاف الفلسطينيين فى إسرائيل، كل ذلك يجعل من غير العملى الفصل بين السكان فى المساعى المبذولة لوقف انتشار الفيروس. لكن أيضا غزة، حيث يوجد حاجز بين القطاع وإسرائيل، تحولت إلى جزء من مجال مسئولية إسرائيل، صحيح أن «حماس» قادرة على إطلاق النار على سديروت أو تل أبيب، لكنها فى الحقيقة غير قادرة على الاعتناء بحياة سكان القطاع فى وقت أزمة إنسانية من النوع الذى يواجهه العالم.
المسئولية عن قطاع غزة تقع على عاتق إسرائيل، سواء من أجل احتواء انتشار الفيروس فى غزة، أو لاحتواء النقد الداخلى، وفى الأساس الدولى، بشأن عدم تحمل إسرائيل المسئولية عن صحة سكان القطاع. والواقع أن إسرائيل تزود حاليا حكومة «حماس» أدوات لفحوصات الكورونا، وهى تستعد لإمكان تقديم رد طبى، وحتى مستشفيات لاستقبال المرضى إذا تدهور الوضع كما جرى فى أماكن أُخرى من العالم.
فى الضفة الغربية، تكتفى إسرائيل حتى الآن بالتنسيق المتزايد والوثيق بين سلطات الإدارة المدنية للجيش الإسرائيلى وبين الحكومة الفلسطينية، لكن من الواضح أنه إذا ازدادت خطورة الوضع، ستضطر إسرائيل أيضا إلى أن تبدى تدخلا أكثر عمقا فى مسعى للجم تفشى المرض فى الضفة، وطبعا انتقاله للأراضى الإسرائيلية.
الهدوء التام تقريبا على الحدود مع القطاع وفى الضفة الغربية ليس بالضرورة دليلا على أن الفلسطينيين تحولوا إلى أحباء صهيون بسبب الاعتماد المتزايد على إسرائيل. رئيس الحكومة الفلسطينية يطالب مثلا بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون فى إسرائيل، كى لا يصابوا بالعدوى فى إسرائيل. «حماس» أيضا لا تخفف من ألسنة اللهب. لكن الحقائق على الأرض تتحدث عن نفسها، وتكشف واقع الحياة المشتركة جنبا إلى جنب، والتى لا يمكن حتى للخطاب المتهجم أن يغيرها.
أزمة الكورونا يمكن أن تتحول إلى نقطة إيجابية فى علاقة إسرائيل بالفلسطينيين، والاعتراف بأهمية العلاقة مع إسرائيل، وبأن هذه العلاقة ليس فقط لا يمكن قطعها، بل هى تنطوى على مصلحة فلسطينية.
نائب رئيس جامعة تل أبيب
يسرائيل هَيوم
مؤسسة الدراسات الفلسطينية