ليفربول وروما.. فى بوسطن!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 10:05 م
بتوقيت القاهرة
** فى شهر يونيو من العام الماضى التقى جون دبليو هنرى، وجيمس بالوتا مالكا ليفربول وروما على غداء عمل ظهيرة يوم مشمس من أيام مدينة بوسطن الأمريكية. وفى ذلك اليوم وقع هنرى شيكا بقيمة 50 مليون دولار ( 42 مليون يورو ) مقابل انتقال محمد صلاح من روما إلى ليفربول. هكذا بدأت صحيفة وول ستريت جورنال مقالها الممتع عن الرجلين جون دبليو هنرى وجيمس بالوتا وعن الفريقين ليفربول وروما، قبل يوم واحد من مباراة الذهاب فى أنفيلد معقل الريدز.. ووجه المتعة هو المعلومات وربط تلك المعلومات بمباراة، وصياغة تلك المعلومات بطريقة تجعلك كأنك تقرأ فيلما أو قصة أو فصلا فى كتاب!
** المليارديران الأمريكيان هنرى وبالوتا لم يتخيلا فى ذلك اليوم أن فريقيهما ليفربول وروما سوف يلتقيان فى الدور قبل النهائى لدورى أبطال أوروبا لكرة القدم. ولم يتخيلا أن كليهما سوف يحقق دخلا قدره 40 مليون يورو لمجرد الوصول إلى هذا الدور. وذلك بخلاف الحقوق التسويقية، وكلاهما لم يتخيل أيضا أن فريقيهما ليفربول وروما سيعبران مانشستر سيتى وبرشلونة.. خاصة أن الأول هو أفضل فرق البريمير ليج، لكن ليفربول صعقه بثلاثة أهداف نظيفة فى مباراة الذهاب ثم فاز 2/1 فى العودة. أما روما فكان مهزوما أمام برشلونة 4/1 وبدا التعويض مستحيلا إلا أن روما صنع المستحيل وفاز 3/صفر..
** يمتلك هنرى جى دبليو فريق بوسطن رد سوكس للبيسبول بينما يمتلك جيمس بالوتا فريق بوسطن سلتكس لكرة السلة. والرجلان دخلا عالم الرياضة الأمريكية لأنها استثمار مربح. ثم شاركا فى الهجوم الأمريكى على فرق كرة القدم الأوروبية، باعتبارها استثمارا مربحا، لاسيما مع تعاظم الاهتمام الجماهيرى بكرة القدم على المستوى العالمى، وتعاظم أموال الرعاية. وأخيرا فازت شركة الطيران القطرية بتعاقد مع نادى روما، ولم يفصح الطرفان عن قيمة التعاقد..
** لم يختبر بالوتا الفرحة المجنونة لجماهير كرة القدم من قبل كما اختبرها حين فاز روما على برشلونة، حيث ظل الجمهور يهتف لمدة 30 دقيقة بعد الهدف الثالث، وظل يغنى ويهتف لمدة 40 دقيقة بعد انتهاء المباراة. أمام هنرى جى دبليو فهو يعد المنقذ الجديد لفريق ليفربول، وتقدر ثروته بـ 2.7 مليار دولار. والرجلان صديقان، وربما شريكان. ولم يمس ولن يمس الصراع بين فريقى ليفربول وروما تلك الصداقة أو الشراكة. فالأمر بالنسبة للرجلين مجرد استثمار فى سيرك كرة القدم الأوروبية التى باتت دجاجة تبيض الذهب لرجال الأعمال، خاصة إذا أحسنت الإدارة إنفاق المال. فقد استغرق الأمر تغيير 8 مدربين فى الفريقين حتى الوصول إلى يورجين كلوب وفرانشيسكو.. ففى كرة القدم يحتاج الأمر إلى كثير من الصبر وكثير من الوقت وكثير من العمل كى تفوز بالنجاح..
** يبقى أمر أخير يتعلق بمحمد صلاح، فما حققه لاعبنا ونجمنا يعود إلى طبيعته المتواضعه، ورغبته فى النجاح وامتلاكه الإرادة كى يصل إلى حلمه. لكن صلاح فنيا يمتلك مهارة الزمن والعصر، وهى السرعة.. سرعة الجرى. سرعة القرار. سرعة عمل القدمين فى أضيق المساحات ووسط ضغط المنافسين وحصارهم. إنه لا يحتفظ بالكرة بلا سبب. ولا يحتاج إلى مساحة كى يظهر مهاراته. ولا يتطلب الأمر وقتا طويلا كى يستدعى تلك المهارات.. فكرة القدم باتت سريعة التغيير، وأصبح الجديد فى اللعبة يظهر كل عامين، وليس كما كان الحال سابقا فى الايام البعيدة كل 20 عاما أو كل 10 أعوام.. وكما أشرت، لكل زمن نجومه وأبطاله، ولكل زمن مهاراته..