التناول الشامل للأزمة الأخيرة مع إسرائيل
إبراهيم يسري
آخر تحديث:
الأربعاء 24 أغسطس 2011 - 9:52 ص
بتوقيت القاهرة
وضع العدوان الإسرائيلى الأخير على السيادة المصرية باختراق الحدود وقتل جنود ومواطنين مصريين دون أدنى اعتبار أو احترام لمصر وجيشها وشعبها، وضع سيناء على قمة الاهتمامات والمطالب الرسمية والشعبية، وأفصح رد الفعل الشعبى الشديد وغير المسبوق عن حنق مكتوم داخل صدورنا، كما وضعنا أمام حقيقة مهمة هى أن الشعب الذى استعاد حريته بثورة 25 يناير قد أدان سياسة النظام السابق بالتوافق مع السياسة العدوانية الإسرائيلية ولن يقبل السكوت عنها. وفى المقابل كان رد الفعل الحكومى دبلوماسيا وتقليديا لا يردع ولا يمنع تكرار العدوان.
وعلى خلاف رد الفعل المصرى الرسمى الحريص، كان رد الفعل الشعبى شديدا وقاطعا يتطلع ويصمم على إعادة صياغة علاقاتنا مع الدولة العبرية، وكسر حاجز الخوف من عدوانها، غير أن تناول الأزمة السيناوية ينبغى أن يكون شاملا جامعا للجوانب الاستراتيجية والأمنية والتنموية ونعرض لذلك فى اتجاهين الأول معطيات وخطوات تحرير سيناء، والثانى هو خطوات استعادة الإقليم إلى أرض الوطن وجعلها جزءا لا يتجزأ من الأرض المصرية.
●●●
أما عن تحرير سيناء واستعادة سيادتنا كاملة عليها فهو حق لنا بموجب أحكام القانون الدولى، والحقيقة أن الاتفاقية الأمنية تضع قيودا على سيادة مصر على أرضها وعلى تحركات قواتها العسكرية على زعم أن إسرائيل تحتاج لتأكيد عدم شن مصر لحرب جديدة ضدها، وفى كل الأحوال فبعد مرور اكثر من ثلاثة عقود لم تلجأ فيها مصر لاستخدام القوة ضد إسرائيل وبعد أن وضح أن مصر ليست لديها إمكانيات عسكرية واقتصادية لشن حرب ضد إسرائيل خاصة مع الأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية التى تعانى منها فى الفترة الحالية، أصبح من الضرورى إجراء مراجعة شاملة للعلاقات المصرية ــ الإسرائيلية وخاصة أحكام تلك الاتفاقية.
ونقول لمن ترتعد فرائصهم من رد فعل عسكرى إسرائيلى كما يلمح بذلك او يصرح سياسيون إسرائيليون ووسائل الإعلام الإسرائيلية، بأن يتغلبوا على فزعهم وذلك لأن قراءة الموقف الدولى والإقليمى من شأنها أن تحد كثيرا من إقدام إسرائيل على مغامرة عسكرية ضد مصر، ولا تحتاج مصر لصد أى هجوم برى عبر حدودها معنا ان تستعين بجيشها الرسمى إذ يكفى أن يقوم مواطنون مدنيون فى شكل كتائب شعبية مسلحين بسلاح الـ«آر بى جى» المضاد للدروع وآخرين بالكلاشينكوف والصواريخ المحمولة أرض جو بتدمير وصد أى هجوم عسكرى بالمدرعات والدبابات والمشاة. ويبقى ان تستخدم إسرائيل هجوما جويا وصاروخيا وهو خيار خطير لا تتحمل فيه إسرائيل الردين العربى والدولى.
●●●
وأما عن المطالبة بضم سيناء بمعنى معاملتها على قدم المساواة مع مدننا ومحافظاتنا فى الوجهين البحرى والقبلى، وهنا أبدى عجبى واندهاشى أمام الإصرار الغريب غير المبرر من الحكومة ووسائل الإعلام والكتاب على التمسك بالمسمى الجغرافى التوراتى لشبه جزيرة سيناء مما يكرس مفهوم أنها لا ترقى إلى أن تكون جزءا لا يتجزأ من مصر ومن شأن ذلك أن ينعش الأطماع الصهيونية باعتبارها أرض التوراة وهى الأطماع التى لا تخفيها إسرائيل ويصرح بها قادتهم من بن جوريون إلى مناحم بيحين.
وكان الأولى بنا أن نعرفها باسم إدارى يوحدها مع باقى الإقليم المصرى وأتطلع واقترح أن نسميها الوجه الشرقى أو الإقليم الشمالى الشرقى كما نطلق على الشمال وجه بحرى وعلى الجنوب وجه قبلى. أما المحافظات داخل وجه شرقى فتسمى بأسماء المدن مثل محافظة العريش وشرم الشيخ والغردقة مع حذف نسبتها إلى سيناء.
●●●
نخرج من كل ذلك بأننا يجب أن نقلع عن ثقافة عزل سيناء وعن معاملة أهلها معاملة غير متوازنة، وأن نتناول شئونها من منظور سياسى واجتماعى وتنموى.