هل الأمومة اختيار ؟
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 24 سبتمبر 2012 - 8:16 ص
بتوقيت القاهرة
النقاش إما ينقل القضية إلى مرحلة الحقائق التى لا تقبل الشك أو أن يحسبها على الهالك من الآراء. من تلك القضايا التى حسمها النقاش العلمى قضية الرضاعة الطبيعية. يؤكد العلم فوائدها النفسية والعضوية للطفل والأم فى آن واحد. فيها حماية للطفل نفسية تساهم فى استقرار أحواله أيضا حماية عضوية ودعم لجهازه المناعى فى تلك الفترة الحساسة من عمره والتى تلعب دورا مهما فى مستقبل ملفه الصحى.
فيها أيضا استقرار نفسى ومعنوى للأم وان كان لها تبعاتها من المسئولية وعناء ترحب به الأم بنفس سوية وفطرة تلقائية. إنسانية القضية وعدالتها فيما يبدو دفعت هيئات عالمية عديدة للتأكيد عليها ودعهما. منظمة الصحة العالمية وهيئات الأمم المتحدة المختلفة المهتمة بدعم الطفولة ومنها اليونيسيف وكل المعنيين بشأن صحة الطفل والأم.
فى نيويورك أطلق عمدتها ميشيل بلومبرج حملة للترويج للرضاعة الطبيعية لم يكتف فيها بكل ألوان الدعاية التى تدعم الفكرة انما تجاوز إلى مطالبة الحكومة بدعم أكبر للأمهات. طالب عمدة نيويورك بمد الفترة التى تمنح للمرأة كإجازة من العمل بأجر بعد الولادة. طالب أيضا بتقييد صناعة ألبان الأطفال والإعلان عنها والتسويق لها حتى لا تكون الاختيار الأسهل للأم دائما. الأمر لم يرق لدعاة حرية المرأة فى الغرب فبدأت حملة لمواجهة ما وصفوه بالتدخل فى شأن للمرأة خاص فى الغرب فبدأت حملة لمواجهة ما وصفوه بالتدخل فى شأن للمرأة خاص ومحاولة الضغط عليها بصورة غير مشروعة للتقييد بالرضاعة الطبيعية على حساب عملها. «الجهود المبذولة لتشجيع الرضاعة الطبيعية أمر مقبول لكن الاختيار انما هو اختيار شخصى للمرأة إما بالقبول أو الرفض. لا يجب أبدا الحكم على المرأة وفقا لما تتخذه من قرار. إذا رفضت الأم أن ترضع ابنها رضاعة طبيعية فهذا شأنها ولا يجب الحكم على سلوكها بصورة سلبية فالأمر شأن خاص تماما بها». هكذا صدر بيانهم.
الجهود المبذولة لتشجيع الرضاعة الطبيعية كان لها أثر فى السنوات الماضية ففى أمريكا وكندا غالبا ما تبدأ الأمهات فى محاولات الرضاعة الطبيعية التى تخصص مستشفيات الولادة فيها ممرضات لمتابعة الأمهات ومعاونتهن وتعلمهن أصول الرضاعة الطبيعية. تمنح الدولة الأم ستة أشهر مدفوعة الأجر لتمكنهن من الاهتمام بالرضيع لكن نسبة الأمهات اللاتى يواصلن الرضاعة الطبيعية لا تتجاوز 14٪، تعلو النسبة فى بلاد مثل الدانمارك التى تمنح إجازات مدفوعة الأجر للأمهات تصل إلى سنتين.
الأمهات اللاتى يفضلن العودة بسرعة إلى أعمالهن تحتل وجبات خاصة معدة للأطفال تسهل الأمر بينما يمكن أيضا للآباء اللجوء إليها إذ تتصاعد الآن نسبة الرجال الذين يطلبون إجازات طويلة لرعاية أطفالهم فى غياب النساء.
الحرية بلاشك حق لا يتجزأ ولا ينتقص منه لكن هل تلك قضية يستخدم فيها سلاح الحرية؟ هل يختلف مفهوم الحرية فى الغرب عن الشرق؟ أظن أن السؤال يحمل الإجابة: الحرية سلاح ذو حدين أحدهما شرقى والآخر غربى. السؤال الأهم أى الحدين يدمى؟