الرياضة على ملعب 8 مايو 1945..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 24 أكتوبر 2018 - 11:15 م
بتوقيت القاهرة
** انتهت مباراة الأهلى مع وفاق سطيف بتصافح لاعبى الفريقين.. وهو مشهد متحضر يعكس تنامى الروح الرياضية عند لاعبى الفريق الجزائرى، باعتبار أنهم أصحاب الأرض الذين خسروا فرصة التأهل إلى الدور النهائى، ولم ينعكس ذلك على مشاعرهم. وتلك من أهم مفاهيم وقيم الرياضة. والواقع أنه قبل المباراة أعلن شاب من مشجعى وفاق سطيف عن استعداده لاستضافة أى عدد من جماهير النادى الأهلى فى بلدهم الثانى الجزائر ورد عدد من جماهير ممثل الكرة المصرية بالتحية والتقدير لهذا الشاب.. وهنا أتقدم بالتحية لجماهير وفاق سطيف، على روحهم الرياضية، وعلى تصفيقهم لفريقهم عقب المباراة على الرغم من الخروج من السباق، ليكون هذا السلوك درسا لجميع جماهير كرة القدم العربية..
** انتزع وليد سليمان هدفا كان بمثابة الإنقاذ فى النهاية بعد تقدم سطيف بهدفين مقابل هدف. وأخطأ الشناوى حين كرر التعالى على الكرة وقابلها بثقة زائدة عن الحد فأصاب مرمى الأهلى بهدف أعاد سطيف إلى المباراة التى قدم فيها الفريق عرضا دفاعيا بالدرجة الأولى وظهر مترابطا ومنظما على مدى ساعة كاملة، وبذل حمودى وإسلام محارب جهدا دفاعيا مميزا، فكانا يساندان السولية وعاشور عند فقد الأهلى للكرة، لدرجة أنهما كانا يعودان إلى مركزى الظهيرين لمساندة أيمن أشرف وفتحى.. وفى الوقت نفسه يحاولا الانطلاق إلى موقف الهجوم المضاد عند امتلاك الكرة.
** جملة الأهلى الهجومية تكررت فى هذه المباراة، ومنها أهدر حمودى فرصة هدف محقق فى الدقيقة 41 من الشوط الأول. وذلك حين أرسل وليد سليمان تمريرة إلى أزارو الذى أرسلها عرضية إلى حمودى المقبل من الخلف ليسدد فى جسد الحارس المتألق مصطفى زغبة. وظلت لعبة الأهلى الهجومية تشكل خطرا، لكنه ليس دائما، حيث ترسل الكرة خلف مدافعى سطيف. بينما هاجم وضغط الفريق الجزائرى بقوة وشراسة لاسيما من جانب أصحاب المهارات فى صفوفه وفى مقدمتهم عبدالمؤمن جابو ومحمد إسلام بكير وأكرم جحنيط وبوقلمونه والظهيران الطائران هوراى فرحانى وسعدى رضوانى..
** هل كان بمقدور الأهلى لعب مباراة هجومية مفتوحة؟
الإجابة: بالطبع لا يستطيع. وصحيح أن النقاد والخبراء والجمهور ينتظرون من الأهلى أو الفرق المصرية التى تلعب خارج الأرض الجمع بين النتائج والأداء الجميل والممتع إلا أن ذلك صعبا للغاية، خاصة حين تصل الفرق إلى الأدوار الحاسمة.. لكن المستوى يمكن أن يكون جيدا تكتيكيا، كما أن الهجوم المضاد أحد الأساليب التى تلجأ إليها كثير من الفرق..
** من الملاحظات المهمة أن صغر حجم الملعب وتضييق الأهلى للمساحات كان وراء صعوبة المباراة على لاعبى سطيف أنفسهم، فيما جاء حجم الملعب الصغير لمصلحة لاعبى الأهلى بعكس ماتوقعناه قبل بدء اللقاء.. ومعلوم أن الفرق القوية التى تملك قدرات تكتيكية ومهارات مميزة على المستويين الفردى والجماعى تفضل الملاعب الأوسع.. ولذلك كانت المباراة الأولى باستاد السلام أفضل من الناحية الجمالية والهجومية من جانب الفريقين
** تلك المباراة لم تكن حافلة باللمحات الجمالية على ملعب 8 مايو 1945، وهو اسم استاد وفاق سطيف إحياء لذكرى مجزرة تعرضت لها المدينة أيام الاستعمار، وهو السبب نفسه الذى أدى إلى تغيير الفريق لألوانه من الأخضر والأبيض إلى الأسود والأبيض بسبب اقتحام جنود الاستعمار الملعب وتهديد الفريق وجماهيره بسبب الألوان الوطنية التى يرتدونها فى مبارياتهم وأنشطتهم الرياضية..
** حقيقة تاريخية: معظم الأندية فى العالم ظاهرة رياضية واجتماعية ووطنية وسياسية..!