لا تلوموا الغاضبين

معتز بالله عبد الفتاح
معتز بالله عبد الفتاح

آخر تحديث: الجمعة 25 نوفمبر 2011 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

ماذا لو تم تقديم اقتراح أن تكون هناك وزارة للشهداء والمصابين، فلا تجد الحكومة المصرية تفعل هذا الاقتراح بحجة أن المشير (أو المجلس الأعلى) لن يقبلوا باستحداث وزارات جديدة وتفاجأ بأن ليبيا وهى تشكل حكومتها الجديدة تنشئ وزارة لهذا الغرض؟

 

ماذا لو تم تقديم اقتراح أن يكون هناك مجلس أعلى للاقتصاد يضم فى عضويته من يمثل الجهات المختلفة من حكومة ومجلس أعلى، ورجال أعمال وعمال حتى ننظر فى المشاكل الاقتصادية وإيجاد الحلول العملية لها بسرعة، فيأخذ منك عقد اجتماع لمناقشة الفكرة عدة أسابيع فى الوقت الذى ينزف فيه الاقتصاد يوميا؟

 

ماذا تم تقديم اقتراح أن يكون هناك مجلس أعلى للأمن الداخلى يكون فى عضويته من يمثل الجهات المختلفة من وزارة الداخلية والخبراء الأمنيين ونشطاء حقوق الإنسان والمجلس الأعلى حتى يضع استراتيجية لإصلاح وزارة الداخلية من الداخل، ولتحقيق الأمن من الخارج، ولتحقيق المصالحة بين الشعب والشرطة، فتجد من يقول لك «فكرة جميلة، سنفكر فيها إن شاء الله؟».

 

ماذا حين يكون هناك اقتراح مقدم إلى وزارة الداخلية يطلب من المسئولين ألا يستخدموا العنف مع المتظاهرين بأى حال لأن المجتمع يغلى ولابد من البحث عن حلول سياسية للمشاكل، فتجد وعودا طيبة ونادرا ما تجد التزامات محددة، وتتكرر أخطاء مواجهة التظاهرات والاعتصام بالعنف المبالغ فيه؟

 

ماذا لو تم تقديم اقتراح بحتمية تغيير الوجوه القديمة التى لم تزل تشغل مناصب ذات دلالة رمزية عالية مثل رؤساء الجامعات ورؤساء المجلس الأعلى للشباب، والمجلس الأعلى للرياضة، والمجلس الأعلى للمرأة والجهاز المركز للمحاسبات مع التغيير الوزارى الذى حدث فى يوليو الماضى، لاسيما حين نعلم أن الكثير من هؤلاء كان ينبغى أن يتركوا مناصبهم فى كل الأحوال بعد ذلك بشهور ولا تجد من يعبأ فى التفكير الإيجابى فى هذه المقترحات؟

 

ماذا حين يتم تقديم باقتراح تغيير أكثر من 20 محافظا، ويتم استبعاد أصحاب هذه الرؤية من لجنة تغيير المحافظين، وينتهى التغيير إلى ثمانية محافظين رغما عن وجود توافق على أن أغلب المحافظين الذين يديرون شئون البلاد لم يرتقوا فى أدائهم لتطلعات الناس؟

 

ماذا حين يثبت بالدليل العملى أن بعض الوزراء لا يضطلعون بأعمالهم وأن العاملين معهم من الحريصين على مصلحة الوطن يشكون من سوء أدائهم، ومع ذلك تسمع ألا تغيير وزارى قادم؟

 

ماذا حين يتم تقديم اقتراح باتخاذ بعض الإجراءات حتى لا يتصاعد الغضب عند بعض فئات المجتمع وينتهى باعتصامات، ولا يتم شىء إلا بعد أن يتم التظاهر ثم الاعتصام ثم قطع الطرق؟

 

ماذا حين يتم اقتراح أن لا يتم تأجيل الانتخابات بأى حال، لأن القائمين على إدارة البلاد ليسوا بالضرورة الأفضل، وأن إطالة الفترة الانتقالية له مضار تفوق بمراحل أى عائد من التأجيل؟

 

إذن هرم الغضب لم يكن مفتعلا، وإنما هو نتيجة منطقية لما تقرر، والأهم ما لم يتم إقراره.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved