الدرس الذي وعيناه
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 24 ديسمبر 2021 - 8:25 م
بتوقيت القاهرة
بقيت ساعات قليلة على نهاية عام سيسجل تاريخ الانسان على الأرض أنه كان فريدا فى قسوته التى طالت كل البشر بلا استثناء على الكرة الأرضية فهل تتغير الأقدار وتتحول المصائر فى عام مقبل قد يحمل أملا فى أن تتبدل الأحوال فيستعيد الانسان أمانه ويسترد حريته من أسار تلك التجربة المرة؟
يمر العام الثانى ومازال العلم عاجزا عن إنهاء وقائع تلك الحرب المعلنة التى شنها على الانسان كيان ضئيل لا يرى بالعين المجردة لكن كانت له سطوة مدمرة مكنته من المراوغة باستمرار مستهدفا حيوات البشر، متلونا متحورا لكنه أبدا مستهدفا الإنسان، فهل يحمل العام الجديد أملا فى أن تنتصر الحياة للإنسان الذى عمر الأرض منذ النشأة؟
أظنها أمنية كل البشر التى وحدهم الخطر ربما للمرة الأولى فى تاريخ الانسانية فى قدر مشترك وهدف واحد.
كان لى خلال الأيام الماضية أن أشهد مثلا آخر لمحاولة الانسان للتواصل مع الآخرين والتلاقى للتعاون على الأرض. كان مقررا لافتتاح المشروع العالمى الأضخم فى دبى «أكسبو ٢٠٢٠» أن يتم افتتاحه عام ٢٠٢٠ لكن الحدث تأخر ليتم افتتاحه بالفعل فى العام الذى يليه نظرا لتداعيات جائحة كوفيد ــ ١٩.
يشترك فى الحدث كل بلاد العالم حتى الدول الصغيرة التى قد تغيب عن ذهن الانسان إلى جانب الأمم المتحدة التى انفردت بجناح مهيب يستعرض إنجازاتها فى مجالات التنمية فى البلاد النامية ومشروعاتها لتحقيق سبعة عشر هدفا حددتها، منها القضاء على الجوع والفقر والمرض وتحقيق الذات للمرأة ومعاونتها على كسب حياتها ورعاية أسرتها.
افتتح «الإكسبو» مستعرضا أهدافه تحت عناوين ثلاثة رئيسية الفرص، بمعنى إتاحة الفرص للإنسان للعمل «Opportury» ثم الاستدانة Sustainobitity بمعنى الحفاظ على البيئة وتحسين ظروف العالم ثم الحركة mobility بمعنى السفر والحركة بحرية بين بلاد العالم واستعراض كل ما يتعلق بالحل والترحال.
الفكرة بلاشك إنسانية بديعة فهى دعوة مفتوحة للتعاون بين كل شعوب العالم ومحاولة الوفاق بين الثقافات المختلفة ودعم مبدأ الترابط الإنسانى فى مواجهة صعوبات الحياة ومشكلاتها.
كان التنقل بين الأجنحة المختلفة فرصة بالفعل فريدة للتعرف على نشاطات تلك البلاد وأهم معالمها, وقد تميز الجناح المصرى بتواجد رائع بالفعل يليق بحضارة مصر الحديثة والقديمة فى آن واحد. كان على أنتظر ثلاثين دقيقة كاملة فى الطابور الطويل حتى يمكننى أن أدخله.
حرصت على زيارة جناح الأمم المتحدة وقد رأيت بالفعل ما أكد لى أن التواصل الانسانى بالفعل هو القيمة الأعلى فى حياة البشر.
الهند تتبنى مشروعا لتعليم سيدات زنجبار الاستفادة من الطاقة الشمسية بينما بيرو تتعلم كيفية مضاعفة محاصيلها من الكنيوا .
مشروعات عديدة تقدمها الدول الفنية للدول محدودة الدخل للاستفادة من مقدراتها ومشروعات لتعليم الأطفال وزيادة حصيلتهم اللغوية ومشروعات متعددة للنهوض بمستوى المرأة وتعليمها حرفا يمكن أن تمارسها وهى فى بيتها لتزيد من دخل أسرتها.
مشروعات أيضا كثيرة للتوعية بالأمراض والوقاية منها.
بحثت عن مشروعات الأمم المتحدة فى مصر كان مشروعا لترسيم شوارع القاهرة لتسهيل حركة المواصلات!
عزيزى قارئ الصفحة.. فى نهاية عام وبداية آخر تظل لى أمنية غالية بأن تشرق شمس يوم قادم يكون صباحه بالفعل صباحا للصحة والسعادة.. لكم جميعا، بل ولكل إنسان على الأرض، فلقد حملنا هذا العام ما لا طاقة لنا به، فليكن العام القادم بإذن الله عام لطف بالأقدار ورحمة بالمصائر.. عام تواصل بين البشر وتكافل، فقد كان هذا هو الدرس الذى تناسيناه وجاءنا «كوفيد ــ ١٩» ليذكرنا.. وقد وعيناه.