علينا الاعتراف بالخسارة.. لكي يعترف الفلسطينيون بنا
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الأحد 24 ديسمبر 2023 - 7:35 م
بتوقيت القاهرة
نحن لن ننتصر، حتى لو كنا معا [شعار «معا ننتصر» الذى ترفعه المؤسسات الإسرائيلية منذ بدء الهجوم على غزة]. لقد خسرنا، فعلا، منذ السابع من أكتوبر، فى المعركة الدائرة الآن فى غزة. وكل يوم إضافى يمر على المناورة البرية، يعزز هذا الفشل. وعندما تنتهى هذه المعركة الفظيعة، بعد بضعة أسابيع، نتيجة الضغط الدولى، كما هو متوقع، ستجد إسرائيل نفسها فى وضع أصعب من الذى دخلت فيه صبيحة «الهجوم» نفذته «حماس». فهل يحتمل أن ينبت أمر واحد جيد من هذا الفشل؟ ربما إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، مثلا؟
بتاريخ أكتوبر، أعلن كابينيت الحرب الإسرائيلى أهداف الحرب التى تمثلت فى: تقويض سلطة «حماس» والقضاء على قدراتها العسكرية؛ إزالة تهديد «الإرهاب الغزى» تجاه إسرائيل؛ بذل أقصى الجهود لحل قضية الرهائن؛ حماية حدود الدولة ومواطنيها. ونحن، فى نهاية المعركة، لن نتمكن من تحقيق أى من هذه الأهداف.
تشير استطلاعات الرأى إلى أن مسلكيتنا فى غزة تعزز مكانة «حماس» فى قلوب الفلسطينيين، ليس فى غزة وحدها، بل فى الضفة الغربية أيضا. وما يبدو للكثيرين أنه جهد أقصى لتحرير المخطوفين، وهو قد نجح بصورة جزئية، عبر تحرير أقل من نصف هؤلاء، وكل يوم تستمر فيه المعركة، ستتعرض حياة أكثرية من بقى فى الأسر للخطر. فإذا تم فعلا التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح هؤلاء، فإننا سنضطر إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدينا، سواء أكانوا اعتقلوا بتهمة قتل يهود، أم لا، كما سنضطر إلى الانسحاب من القطاع والالتزام بإنهاء الحرب. إن قادة «حماس»، يا سادة، ليسوا أغبياء، فهم لن يوافقوا على أقل من ذلك. أما نحن، فسنكتفى بالطلب من الدول الصديقة، بتقديم ضمانات بشأن عدم تعرض إسرائيل للهجوم فى المستقبل.
لقد تدهورت مكانة إسرائيل الدولية فعلا، إلى حضيض غير مسبوق، وهو ما يعرض للخطر، ليس فقط علاقاتها مع صديقاتها، وفى المقدمة الولايات المتحدة، بل إنه أيضا يعرض الجاليات اليهودية فى أرجاء العالم للخطر، ويجعل الإسرائيليين معزولين فى العالم، كما لو كانوا مصابين بمرض الجذام فى القرون الوسطى. فضلا عن أن مكانتنا الإقليمية ضعفت بصورة هائلة. إن ضعفنا فى مواجهة حزب الله تم تأكيده بصورة مدوية، حين أدرك الرئيس الأمريكى جو بايدن ما يحدث فعلا، فأرسل قوة عسكرية هائلة إلى البحر المتوسط، على وجه السرعة، من أجل حمايتنا.
وعلى الرغم من وجود قوة الردع الأمريكى فى الإقليم، فإن التنظيمات الدائرة فى فلك إيران تنجح فى إزعاجنا. لقد حول حزب الله عشرات الآلاف من سكان الشمال إلى لاجئين، أما الحوثيون، فقد نجحوا، تماما، فى قطع خط الإمداد البحرى الإسرائيلى من الجنوب.
لقد أدى ما حدث فى حرب «يوم الغفران»، والإنجازات التى حققها المصريون فى عبور القناة، إلى استعادة مصر لكرامتها، وهو ما قاد إلى توقيع معاهدات السلام. أما اعتراف إسرائيل بخسارتها فى الحرب الجارية، بناء على المعطيات الموصوفة أعلاه، فهو سيساهم فى ترميم الكرامة القومية للفلسطينيين، التى تعرضت للدوس طوال 56 عاما. وعلى ما يبدو، هذه مرحلة ضرورية من سيرورة ستؤدى إلى وقف القتال فى غزة، والتوصل إلى صفقة تبادل، يتم من خلالها إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين فى مقابل إطلاق جميع المخطوفين، الذين يتعلق مصيرهم بالمدة التى ستمر، إلى أن تعترف إسرائيل بهذا الواقع.