راسبوتين الأهلى!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 25 فبراير 2009 - 11:30 م
بتوقيت القاهرة
أظن أنها المرة الأولى التى يقول فيها مانويل جوزيه إن فريقه سيفوز بالدورى بفارق 15 نقطة، عن أقرب منافسيه.
وهو فى الأحوال السابقة كان يبدو مجاملا، ومراعيا لظروف المنافسين، فكان مثلا يردد ما يردده أحمد رمزى المدرب العام والسابق وربما اللاحق للزمالك: «البطولة مازالت فى الملعب». ما الذى جعل جوزيه يتغير هذه المرة؟ هل لأنه نظر حوله فلم يجد أحمد رمزى ولم يجد الزمالك صاحب التاريخ، ولم يجد الإسماعيلى صاحب الكرة الجميلة ولم يجد أيضا فريقا كبيرا وسط الصغار؟!
هل يرد مانويل جوزيه على هؤلاء الذين يقولون إنه مدرب محظوظ؟!
أسوأ ما يُوجه لإنسان يعمل ويجتهد ويبتكر طوال عمره، أن يُتهم بالحظ، مع أن الحظ ليس تهمه مثل النحس. لكن بعض الناس يفضلون أن يكونوا من أهل النحس والبلادة والفشل، على أن يكون غيرهم من أهل النجاح والتفوق والحظ. إنه مجتمعنا الغريب الذى نرى فيه العاجز والبليد والأخير يسند نجاح منافسه والأول إلى قوة خارجية مثل الحظ، وهؤلاء الذين يفعلون ذلك، هم أنفسهم الذين يسندون فشلهم وخيبتهم إلى قوة خارجية أيضا. قد تكون الأمطار، وقد تكون الأنهار، وقد تكون الأقدار، وقد تكون الشيطان الأعظم الولايات المتحدة!
وصحيح أن جوزيه امتلك كل مقومات النجاح، فى مقدمتها شعبية وجماهيرية الأهلى وتاريخه مع البطولات، بجانب مهارات ونجوم بارزة فى الكرة المصرية، وقدرات مالية لا يملكها غيره من الأندية، ثم إدارة مستقرة، منحته كل الصلاحيات، وبدا مسيطراً وقوياً عليها، بانتصارته وحب جماهير الأهلى له، حتى أنى أرى العلاقة بينهما مثل علاقة الراهب الروسى الشهير راسبوتين بالقيصر وعائلته.
ثم تبقى عبقرية جوزيه الأخيرة والمهمة، وهى قدراته الفنية كمدرب، وقوة شخصيته التى يدير بها بمنتهى البراعة والاقتدار نجوم الأهلى، بسياسة واضحة تقول: «كل لاعب منكم لا يساوى شيئا وحده. أنتم أقوياء بالفريق. كل لاعب منكم يمكن الاستغناء عنه يوماً أو أسبوعاً أو شهراً، ويمكن أن يعود فورا.. وأفضلكم عندى من يرفع راية الالتزام والطاعة داخل الملعب»!
مانويل جوزيه ليس مدربا محظوظا على الإطلاق.. إنه الراهب الروسى القوى والمسيطر على القصر والقيصر.. راسبوتين.