الرديف
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
السبت 25 فبراير 2023 - 9:30 م
بتوقيت القاهرة
أصدر الأمير هارى منذ عدة أيام كتابا عن سيرته الذاتية كأمير من الأسرة الملكية البريطانية فهو حفيد الملكة إليزابيث الثانية المتوفاة حديثا وابن الراحلة الأميرة ديانا والأمير شارلز الذى أصبح ملكا خلفا لوالدته وهو الأخ الثانى لأمير ويلز ووريث العرش البريطانى الأمير وليم عنوان الكتاب Spare وهو صادر من دار النشر راندوم هوس الأمريكية فى نحو 660 صفحة من القطع الكبير والخط الكبير وكرس ريعه لصالح الأعمال الخيرية ومعنى العنوان باللغة العربية هو «الرديف» أو «الاحتياط» أو «البديل» وهذا العنوان هو الترجمة الدقيقة لشعور الأمير هارى الذى أصبح الخامس فى ترتيب الخلافة للعرش الملكى البريطانى.
تأرجح استقبال الكتاب بين مؤيد للأمير هارى أمام سلطان القصر وحقه بالاحتفاظ بحياته الشخصية هو وعائلته وبين معارض، الذين وصفوا الكتاب بالعار لأنه على حسب قولهم يفضح العائلة الملكية وتصرفاتها.
وبعد قراءة الكتاب بعيون عربية أستطيع أن أقول، رغم أنه كتُب بلغة شعبية أقرب إلى لغة الابتذال فى كثير من صفحاته لا ترقى للغة الصفوة من الملوك والأمراء إلا أن القارئ يشعر أنه كتب بصدق خالص، قصته وأسباب تنحيه عن المهام الملكية حفاظا على خصوصية حياته العائلية.
يشرح فى الكتاب عدة أمور منها المعاملة الخشنة من والده الأمير شارلز وبعد ذلك من زوجة أبيه الملكة كاميلا إذ أعطى الأمير شارلز منذ طفولته الشعور أنه فقط البديل لأخيه وريث العرش. كما يوضح أن علاقته بالأمير وليم علاقة حميمة فى بعض الأوقات ولكن متباعدة غير دافئة فى أوقات أخرى. كما أن موت الأميرة ديانا فى حادث سيارة مروع فى نفق ألما بباريس ألقى بظلال كثيفة على حياة هارى الذى يقص زيارته للنفق وغير مقتنع بسبب وفاة والدته بأنه حادث سير عادى بل يتهم صحفيى الفضائح ــ البابارازى ــ بالتسبب فى وفاتها حتى أنهم بدلا من إسعافها وهى مازالت على قيد الحياة بين حطام السيارة انشغلوا فى تصويرها بعد أن أكد أن سبب الوفاة هى فلاشات الكاميرات التى أعمت السائق.
وتظل ظلال ديانا تطل فى كل الكتاب كأنها العقدة التى لم تنحل وأنه هو نفسه طاردته هذه الصحف ــ التابلويد ــ إلى حيث يذهب حتى التحرش به ونشر شائعات وأخبار كاذبة عنه وعن علاقاته ومما هو جدير بالانتباه أن الأمير هارى كان يعيش حياتين، حياة الولد الشقى وحياة الأمير والمهمات الملكية البروتوكولية الموكولة إليه.
يسرد أيضا أسرارا دقيقة عن العائلة المالكة وكذا حياته الشخصية وزواجه من مايجن ماركل والصعوبات التى عاشاها وسط العائلة المالكة التى لم ترحب بزوجته، كما يسرد أسرارا عن حياته العسكرية وتدريباته كطيار لطائرة أباتشى وذلك فى أفغانستان واضطراره لإطلاق النار على المعتدين من طالبان.
الأمير هارى من حقه أن يدافع عن عائلته ويحميها من تدخل «الكبار» وأيضا من صحافة الفضائح التى لعبت دورا كبيرا فى اتخاذ قرار تخليه عن مهامه الملكية بعد أن شعر أن حياته وحياة أسرته ستلاقى نفس مصير أمه وأن المؤسسة الملكية أقوى وأهم من الأشخاص ومشاعرهم وحريتهم.