تقرير عن محمد صلاح
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 25 فبراير 2025 - 6:50 م
بتوقيت القاهرة
** محمد صلاح أهم قصة من قصص كرة القدم فى الدورى الإنجليزى، ولا تخلو صحيفة من خبر عن صلاح أو عن رقم لصلاح. هم يهتمون بالتواريخ وبالأرقام. ويوثقون كل شىء. وفى الجارديان كتب الصحفى جوناثان ليو تقريرا عن محمد صلاح، عاد خلاله إلى مراحل البدايات فى قريته نجريج فى بسيون، ويقول جوناثان ليو عن رحلة صلاح من القرية إلى التدريب فى القاهرة:
«تتسع الحافلة الصغيرة لثلاثة أشخاص بشكل مريح. وربما سبعة أشخاص، وهو أمر غير مريح. الجو حار، ويزداد حرارة. والحفر تهز فقرات العمود الفقرى. وبعد هذه الحافلة الصغيرة، تستقل حافلة أخرى، ثم أخرى: أربع ساعات إلى القاهرة، وربما خمس ساعات إلى نجريج عبر حركة المرور فى ساعة الذروة. إنها مخاطرة هائلة. فإذا فشلت، كما يفعل معظم الناس، فسوف تصبح فى سن السادسة عشرة بدون تعليم رسمى ولا أمان.
** وينتقل جوناثان ليو فى صياغته المسرحية إلى اللحظة التى بدأ فيها محمد صلاح حلمه بالاحتراف ويقول: «فى عام 2012 صلاح على الهواء مباشرة على شاشة التليفزيون المصرى، يتوسل إلى مسئول المقاولون العرب للسماح له بالانتقال إلى بازل فى أوروبا. الأمر بالنسبة للاعب مصرى شاب واعد فى غاية الأهمية والموافقة فى حد ذاتها ستخالف قرارات الأندية المصرية فى مثل تلك الحالات؛ حيث لا تتخلى عن لاعبيها بسهولة وتدفع أيضا أموالاً جيدة لهم.. لقد تم إيقاف كرة القدم المصرية بعد كارثة بورسعيد، وبينما أعلن المسئولون سعر بازل البالغ 3 ملايين يورو، يرى صلاح حلمه يتبخر أمامه. «لكننى لن أكون قادرًا على فعل أى شىء»، يتوسل. إنه فى التاسعة عشرة من عمره فقط. لكنه يدرك بالفعل أن القدر ليس شيئًا تصنعه، بل شيئًا تأخذه.
** أضطر إلى التدخل هنا فى رواية الصحفى الإنجليزى، فربما عانى محمد صلاح فى البداية من طرح فكرة الاحتراف، إلا أن إدارة المقاولون العرب تحمست ووجدت فى احتراف صلاح فى سويسرا فرصة جيدة لصلاح ليحقق حلمه، والتجربة ستكون ثرية له وللكرة المصرية وللنادى فقد قدم بازل عرضا ماليا جيدا وسيحقق بالتالى إيرادات جيدة مع نجاح صلاح. وفى تلك الفترة حضرت حفل تكريم محمد صلاح فى المقاولون العرب وهو يستعد لبدء رحلة الحلم، وحين طلبت منى كلمة، قلت موجها كلامى لمحمد صلاح: «سوف تنجح إن شاء الله. اعتبرها تذكرة ذهاب فقط، ومع نجاحك تواضع، وكن دائما متواضعا».
** وأترك المجال لجوناثان ليو كى يروى هو قصص كرم صلاح الكثيرة: «الصورة واضحة عطاء محمد صلاح يتضمن 560 ألف جنيه إسترلينى للمستشفى المحلى فى بسيون و2.5 مليون جنيه إسترلينى للمعهد القومى للسرطان فى القاهرة وآلاف الأطنان من الطعام أثناء وباء كورونا، ومركز إسعاف، وأسطوانات أكسجين، ومحطة معالجة مياه، ومدرسة للبنات، وتبرع كبير للهلال الأحمر المصرى أثناء محاولته إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. ويومها كتب صلاح على وسائل التواصل الاجتماعى: «أدعو زعماء العالم إلى التكاتف لمنع المزيد من مذابح الأرواح البريئة. يجب أن تسود الإنسانية»..
** ويضيف جوناثان ليو: «هناك أرقام كثيرة لمحمد صلاح، بالطبع، إذا اخترت أن تصفها هى أرقام قياسية. وهنا: مقدم برامج تليفزيونية يرتدى حذاءً رياضيًا باهظ الثمن يشير إلى شاشة كبيرة جدًا ويقول: انظر إلى سرعة نبض التسديدة من صلاح زادت بمقدار مذهل 0.28 عن الموسم الماضى».
** ويشير جوناثان ليو إلى شكل من أشكال تدريبات صلاح: «إنه يفضل العمل باستخدام أربطة المقاومة على الأوزان فى صالة الألعاب الرياضية، والسرعة لا تزال هى الشىء المهم عنده، سرعة القرار، سرعة الفكر، وسرعة القدم، وسرعة الهروب، وسرعة الحرية وهذا يجعله صاحب يقين تام بأن هذه الكرة ستكون له وليست لك».
** جمهور ليفربول لم يتوقف عن مطالبة إدارة ليفربول بتجديد عقد محمد صلاح: «أعطوه ما يريد. هو أفضل لاعب فى العالم، وهو يحب النادى، ولا يمكنك وضع سعر للفرح والانتماء، أعط الراقص الصغير ما يريده».
** انتهى التقرير..