عن الزند والبامية وعرب شركس
عماد الغزالي
آخر تحديث:
الإثنين 25 مايو 2015 - 9:00 ص
بتوقيت القاهرة
كشفت متابعة التعليقات على تعيين المستشار أحمد الزند وزيرا للعدل على الطريقة التى يبدو أنها صارت «معتمدة» فى تعاملنا مع العديد من الأمور، حيث تختلط الحقائق بالأباطيل، ويعاد إنتاج الإشاعات والأكاذيب وقد ارتدت ثوبا قشيبا، يليق بنزعة غوغائية لتسخين الأجواء يلهث خلفها مدمنو مواقع التواصل الاجتماعى، بحثا عن أكبر عدد من«اللايكات».
لن أتوقف عند مواقع الإخوان وتابعيهم و«اللى مش إخوان بس متعاطفين معاهم»، فهؤلاء موقفهم مفهوم، فقد كان الرجل من أشرس معارضيهم، كان على رأس كتيبته من القضاة مدافعا لا عن استقلالهم فحسب، بل عن استقلال مصر فى مواجهة مخطط خسيس استهدف تفتيتها وتقويض أركانها.
أما الآخرون من خارج الجماعة وتوابعها، فقد اتهموه بالفساد، وأعادوا «تشيير» عناوين اتهامات بالاستيلاء على قطعة أرض فى مرسى مطروح وبيع أخرى فى بورسعيد بأقل من سعرها لقريب زوجته.
والمدهش، أن القضيتين صدرت أحكام باتة بالبراءة فيهما، وثبت أنهما شكاوى كيدية، لكن بعض مواقع الصحف المستقلة وموقع جريدة الأهرام، أعادت نشر عناوين الاتهامات وكأنها حقائق، دون الإشارة إلى أحكام البراءة!
بعضهم نسب إليه القول: «نحن أسياد وهم العبيد»، موحيا بأن الرجل يقصد بالعبيد عموم المصريين، دون أن يحيل إلى السياق الذى قيلت فيه العبارة، والذى يتضح منه أنه كان يقصد بالعبيد، عبيد السمع والطاعة من أتباع المرشد!
تعيين الزند ليس المناسبة الوحيدة التى يجرى فيها العبث بعقول الناس وتشويش الحقائق..
بعضهم أبدى اندهاشه مثلا من وقف برنامج للمذيعة ريم ماجد على قناة «أون تى فى»، وأبرز تصريحاتها بأن جهات سيادية تقف وراء قرارالمنع، دون أن يشير أو يلمح إلى بيان القناة الذى صدر فى مساء اليوم نفسه ينفى ما قالته المذيعة، ولا إلى تصريحات نجيب ساويرس مالك القناة فى اليوم التالى، والتى كذّب فيها ما قالته جملة وتفصيلا!
ذكر صاحبنا نصف الحقائق عمدا، فإن لم يكن ذلك تزييفا للوعى فماذا تسميه؟
أرجو أن تكون قد تابعت تلك البكائيات على أحكام الإعدام سواء فى قضية عرب شركس أو تلك التى صدرت ضد الهاربين من السجون والمتخابرين مع جهات أجنبية، وكأنه ينبغى على الدولة أن تكافئ الخونة والإرهابيين وأن تطيّب خاطرهم، وتكتفى بعد التحقيقات المطوّلة والاعترافات المسجلة بدعوتهم إلى طريق الصواب «خلاص ياولاد ماتعملوش كده تانى»!.
سيدهشك أن المتباكين لن يتوقفوا أبدا أمام حرق الإرهابيين للجندى عبدالله سعيد، الذى أصيب بمغص كلوى فتم نقله فى عربة إسعاف للعلاج بمستشفى بالعريش، لكن القتلة هاجموا السيارة وأحرقوه حيا بداخلها!
لكنهم سيتعجبون من إدانة أفراد من حماس فى قضية الهروب من السجون، وسيتندرون بأن أحدهم يقبع فى سجون الاحتلال وبعضهم مات منذ سنوات، مع أنهم يعلمون أن استخراج أوراق صحيحة لموتى أو مساجين وتكليف آخرين القيام بأعمال قذرة بأسماء هؤلاء الموتى والمساجين، هو مسلك مخابراتى استخدمته إسرائيل واستخدمه النازى من قبلها!
قبل ذلك بأسبوعين كانت البامية هى عنوان البكائية، فلما انخفضت أسعارها وعلمنا أن ارتفاع الأسعار سببه وقوع المحصول «بين عروتين» وهو أمر طبيعى وموسمى، ثبت أن المصريين يمكنهم الحياة من دون البامية!
ولله فى خلقه شئون.