شباب اليوم.. والأجيال القادمة
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
السبت 25 مايو 2019 - 10:45 م
بتوقيت القاهرة
دعيت فى الآونة الأخيرة فى بعض الجامعات والمراكز الثقافية ولاحظت شيئا لم يكن موجودا وهو الاهتمام بالشباب ولاحظت أن اللغة المستخدمة نحو الشباب تغيرت كثيرا حيث أصبحت أكثر احتفاء بالشباب وتُستخدم مفردات إيجابية وهناك تفادى مقصود للبعد عن النواهى ولغة الأوامر وأصبح المسئولون أكثر صبرا ومناقشة ولكن فى الناحية الأخرى نريد من الشباب أن يكون أكثر إصغاء. فإذا كان الشباب يطالب الكبار بالإصغاء إليهم كذلك عليهم أيضا الإصغاء إلى الكبار حتى تنقل إليهم حكمة السنين والخبرة المهنية وغيرها بالرعاية السليمة للشباب وما نوفره من إمكانات والتخطيط للمستقبل بقدر ما يكون قادرا على التفاعل بإيجابية مع قضايا أمته، ومع قضايا الشباب فى العالم أجمع من أجل البناء والعدالة والتنمية والتطوير. فلا ننسى أن للشّبابِ أدوارا مهمّة فى تنمية اقتصاد الدّول، ومنها أنّ الشّبابَ قوّةٌ اقتصاديّةٌ كبيرةٌ يُمكن استغلالها فى التّنمية الشّاملة، وفى جميع القطاعات، وتحفيزهم على الإبداع فى المجالات المُختلفة يأتى بأفكار رياديّة خلاّقة، وزيادة الإنتاج والدّخل لهم وللعاملين فى تلك المجالات، وبذلك نضمن النّجاح والتقدّم للمُجتمع بمُختلف القطاعات.
لا ننكر أن الدولة والقيادة السياسية وضعت الشباب فى أولويات اهتمامها فى إطار المشروع التنموى الذى تشهده مصر فى كل المجالات، انطلاقا من أن الشباب هم وقود التنمية وعماد التقدم والنهضة، ومنبع للأفكار، ومستقبل الوطن فقد شكل البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة نقطة تحول مهمة فى إطار توجه الدولة نحو التوظيف الأمثل للشباب ولكفاءاتهم حيث أسهم البرنامج خلال السنوات الماضية فى إنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشبابية من خلال تدريبهم وتزويدهم بأحدث المعارف العلمية ونظريات الإدارة الحديثة فى مواجهة المشكلات والتحديات. الطّاقة الجبّارة التى يملكونها والمرونة العقلية تُساعدهم بشكلٍ كبيرٍ نحو التقدّم والحيويّة فى التّفاعل مع مُختلف المُعطيات السياسيّة والاجتماعيّة المُتغيّرة.
بعد كل ذلك من المهم أن نعطى للشباب فسحة أوسع للتعبير عن نفسه وعن ما فى داخله بالمناقشة والحوار البناء والإصغاء الجيد من قبل الطرفين والدفع به إلى مواقع المسئولية دون تردد أو خوف بل على الكبير ان يكون حاضرا للأصغر ومرافقا ومرشدا له والبعد عن ذهنية التنافس بين الأجيال. فالشباب هم الأكثر استعدادا لتقبُّل الجديد والتّعامل معه، والإبداع فيه، وهم الأقدر على التكيُّف بسهولةٍ دون إرباك، ممّا يجعل دورهم أساسيا فى إحداث التّغيير فى مُجتمعاتهم. وهم بالطّبع الأكثر نشاطا، وبالتّالى يُمكنهم تغيير الكثير من خلال الاشتراك بأعمال التّنمية المُجتمعيّة فى جميع المجالات، والمُساهمة فى إصلاحها، والتّأسيس للأجيال القادمة لتكون ظروفهم أفضل.