العراق بحاجة لمبادرة سعودية
صحافة عربية
آخر تحديث:
الأربعاء 25 يونيو 2014 - 6:00 ص
بتوقيت القاهرة
الدولة العراقية بشكلها الحالى فمسار الأحداث يتجه نحو الحرب الأهلية ونجاح مخطط التقسيم الذى يبدو أنه كان أحد أهداف الاحتلال الأمريكى للعراق ونحن اليوم نعيش الفصول الأخيرة من خطة التقسيم التى شاركت فيها إيران وربما بعض الدول العربية للأسف الشديد.
والأمل بالله كبير ثم بحب العراقيين لوطنهم العظيم الذى كان فى يوم من الأيام أقوى قلاع بنى يعرب فإذا به يتحول اليوم إلى بلد مستباح تتقاسمه الميليشيات وتحرقه حروب الطوائف، ولكن العراقيين لن يكون بإمكانهم وحدهم إنقاذ وطنهم المثخن بالجراح دون مساعدة عربية، ولأن أغلب الدول العربية اليوم بالكاد تستطيع مساعدة نفسها، فإن الآمال معلقة على المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين لإنقاذ العراق من المصير الأسود الذى يتجه إليه بجنون.
وقد سبق لخادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ أن وجه الدعوة للعراقيين على اختلاف أطيافهم لحوار فى الرياض على غرار حوار الفرقاء اللبنانيين فى الطائف أثناء الحرب الأهلية أو حوار الكويتيين فى جدة أثناء الاحتلال العراقى أو حوار الفلسطينيين فى مكة بعد خلافهم الشهير ولكن رئيس وزراء العراق نورى المالكى سعى لقطع الطريق أمام هذه المبادرة العربية الأصيلة لأنها تتعارض مع أهدافه السياسية التى ارتكزت منذ البدء على زرع الطائفية فى بلد اعتاد أهله على التعايش المذهبى منذ مئات السنين.
لقد كانت الوقفة السعودية مؤثرة جدا فى إنقاذ البحرين الشقيقة من المخطط الذى كان سيحولها إلى محرقة طائفية، وكذلك الحال فى مصر الشقيقة التى كاد أن يعصف بها الانقسام ويضعها على مخططات الشرق الأوسط الجديد، واليوم يقف العراق الشقيق على حافة الهاوية وإذا ما استمرت الأحوال على ما هى عليه اليوم فإننا بالتأكيد لن نجد بلدا اسمه العراق بعد خمس سنوات حيث سيتقاسم أمراء الحرب مناطق العراق فى الشمال والوسط والجنوب بما يخدم أهداف أعداء الأمة وفى طليعتهم بالطبع إسرائيل وإيران.
لقد كان المبدأ الأساسى فى كل المؤتمرات المشابهة التى عقدت فى المملكة لجمع شمل الفرقاء العرب (مؤتمر الطائف، مؤتمر جدة، مؤتمر مكة) هو توفير المناخ للحوار الوطنى دون أى تدخل سعودى فى هذه الاجتماعات والحوارات، وقد جاءت الدعوة السعودية السابقة لمؤتمر الرياض لتنطلق من المبدأ ذاته وهو توفير أجواء الحوار الوطنى لزعماء الأحزاب والطوائف العراقية المتنازعة دون أى تدخل سعودى فى هذا الحوار وقد فوت العراقيون فى عدم تلبيتهم لهذه الدعوة فرصة تاريخية لتوحيد صفوفهم وأظن أنهم لو قطعوا شوطا فى ذلك الحوار لما وصل بهم الحال إلى ما هم عليه اليوم، وقد يكون فى تجديد هذه الدعوة فرصة أخيرة لإنقاذ العراق الشقيق من المصير الأسود الذى أصبح اليوم على الأبواب.