الأهلى بطل الدورى.. تلك الحقيقة!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 25 يوليه 2019 - 9:35 م
بتوقيت القاهرة
** الحقيقة الواضحة البعيدة عن جدل المشجعين هى أن الأهلى فاز ببطولة الدورى للمرة 41 وللمرة الرابعة على التوالى. ويتساءل كثير من مشجعى كرة القدم: هل فاز الأهلى بالبطولة.. أم منحها إليه الزمالك، والبعض يضيف والحكام والاتحاد والدولة كمان؟!
** هذا قصور فى فهم كرة القدم.. فكل مباراة بين فريقين، ويفوز الأفضل غالبا. ويفوز لأنه يقود منافسه إلى مجموعة أخطاء. والسباق على الدرع، كاد أن ينتهى لمصلحة الزمالك. كان اللقب فى يده وقريبا من خزائنه لكنه أصيب بهبوط فى الأداء وقصور فى الدورة الإدارية، بإقالة جروس أو رحيله طواعية، لأن عقده انتهى. بجانب أخطاء فنية من السويسرى ومن لاعبيه.. وكنا نرى الزمالك صاحب أفضل أداء فى نصف الموسم الأول، وقلت إنه يلعب كرة جيدة منذ الأسبوع الأول بينما كان الأهلى متراجعا فنيا، على المستويين المحلى والإفريقى، وانتقدناه كثيرا حتى حين فاز فى برج العرب على الترجى 3/1.. إلا أنه انتفض بإرادة وتصميم وبهدوء الإدارة.
** لماذا يمنح الحكام والاتحاد والدولة البطولة للأهلى؟ إذا كان الفريق حقق البطولة بمنحه، فالمانح الأول هو الزمالك، الذى تعثر أمام طلائع الجيش، والمقاولون وبيراميدز والمصرى، ثم تعادل فى آخر ثلاث مباريات أمام الإنتاج والحدود والجونة. وجمع عدد نقاط فى الدور الثانى يضعه فى المركز الرابع أو الخامس بينما جمع الأهلى ما أعطاه المركز الأول بجدارة.. بعد أن حقق 9 انتصارات متتالية، وهزم هزيمته الإفريقية مرتين وهزم هزائمه المحلية، وهزم النقد العنيف، وهزم إصابات نجومه، وكان عددهم عشرة لاعبين أساسيين، فى كثير من الأوقات، ثم هزم الأهلى اليأس حين كان فارق النقاط بينه وبين الزمالك 20 نقطة، بسبب مؤجلاته، وكان الفارق وحده كافيا لهز الفريق باعتبار أن فوزه فى مبارياته المؤجلة غير مضمون ثم هزم الفارق الفعلى مع الزمالك وعوض تأخره بـ 8 نقاط فكيف حقق ذلك بمنحه من منافسه.. وكل ذلك ليس بجديد على الفريق الذى سبق أن سبق منافسه بعدما كان سابقا بـ 13 نقطة..!
** كنا كإعلاميين نرى الأهلى بعيدا عن اللقب، ونتحدث بذلك كثيرا، لكن الفريق كله مع إدارته كانوا يرون اللقب هدفا ممكنا، وقادما، ويلعبون بثقة وبأمل.
** تعاملت إدارة الأهلى بهدوء مع الهزائم ومع تراجع المستوى ومع خسارة البطولتين الإفريقيتين. وتعاملت بهدوء مع غضب جماهير الفريق، ونقد الإعلام وقامت بعملية إعادة بناء قصيرة الأجل وسريعة المفعول. بصفقات نافذة يناير.. وعلى الرغم من فوز الأهلى بأصعب بطولة دورى، فإن ذلك لا يعنى أن الفريق قدم موسما قويا وجيدا، فالصورة الأخيرة تبدو حلوة، لكن صورة الموسم كله جرس إنذار، فالفريق صاحب الألقاب الإفريقية التى تصل إلى 20 لقبا، شأنه شأن فرق مصر والمنتخب، يحتاج إلى النظر بعمق فى أسباب تراجعه إفريقيا، فالأمر ليس مجرد صفقات وأسماء لاعبين، فهناك ضعف الالتحامات، وضعف اللياقة، والبطء فى الجرى، وعدم ممارسة الضغط الحقيقى فى ملعب الخصم أو الضغط الدفاعى فى ملعبه.. ويبدو الضغط فى معظم الوقت شكليا ومظهريا.. وهو من أساسيات الكرة الجديدة.. فكيف تبنى إدارة الأهلى فريقا للمستقبل؟
** هذا هو السؤال.. وأطرحه فى وقت يقف فيه الأهلى على منصة التتويج.. وهذا أفضل من الاحتفاء بلقب تحقق لضعف منافسيه وقصر نفسهم.. !