كوفيد - 19.. معركة ما بعد انسحاب الأعراض
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 25 سبتمبر 2020 - 9:45 م
بتوقيت القاهرة
بانتهاء شهر سبتمبر يتأهب فصل الشتاء لدق الأبواب. لا يزال حصار الكورونا للبشر قائما: ذلك السياج غير المرئى من فيروسات كوفيد ــ ١٩ التى طال مدها ما دون جر يتوقعه البشر أو يقرر العلم بشأنه أمرا حاسما.
أردت اليوم أن أشير إلى ضرورة السعى للحصول على لقاحات الشتاء: الإنفلونزا الموسمية والالتهاب الرئوى خاصة لمرضى الأمراض المزمنة غير المعدية كالسكر وارتفاع ضغط الدم كذلك كبار السن الذين هم عرضة أكثر من غيرهم لخطر العدوى.
أردت أيضا أن أنبه الذين أصابتهم عدوى كوفيد ــ ١٩ دونما اتهم بتعكير الأجواء أنهم مازالوا عرضة للإصابة مرة أخرى بالعدوى إذا ما تعرضوا لها، فالعلم بعد لم يستطع وضع حدود واضحة متى يحصل الانسان على مناعة حقيقية وإلى أى مدى يمكنها أن تستمر لحمايته من هجوم مباغت للفيروس اللئيم.
أما ما أردت حقا أن أشير إليه حتى تتضح معالم الأمور أن السمة السلبية وانسحاب الأعراض لا يمثلان شفاء كاملا من الإصابة بعدوى كوفيد ــ ١٩ إذ إن الإصابة فى حد ذاتها وإن لم تصب الجهاز التنفسى بضرر مباشر إلا أنها تترك الإنسان معرضا للكثير من المشكلات الصحية التى تنسحب على أعضاء من جسده بالغة الحيوية.
الإصابة بصداع مؤلم مقاوم للأدوية المكافحة للألم يشير إلى أثر للفيروس على خلايا المخ من المألوف أيضا فى مشاهدات الأطباء التهاب العين بلا سبب واضح. رغم النسبة القليلة من الحالات التى أصيبت بانسداد الشرايين التاجية بعد الشفاء من عدوى كوفيد ــ ١٩ إلا أنها تظل خطرا يستدعى تشخيصا بسرعة كافية.
تتأثر الرئات أيضا حيث قد يحدث ما يسمى «بعاصفة الستيوكاتين» إذ فجأة ونتيجة تراكم السموم فى خلاليا الرئة الهشة تهب عاصفة مناعية تولي خلايا المناعة فيها الهجوم على خلايا الرئة بدلا من حمايتها.
لا تسلم الشرايين من خطر الإصابة بالجلطات بعد عدوى الكورونا فهناك تفاعل دموي مازال قيد البحث يفسر أن ٣١٪ من الحالات تصاب بأنواع مختلفة متفرقة من الجلطات بعد الشفاء من الإصابة بالعدوى. الإصابة بارتفاع نسبة حامض البوريك واختلال وظائف الكلى أيضا أمر وارد وبقاء الانسان عاجزا عن تذوق الطعام مع فقدان حاسة الشم أمر أيضا تمت تسجيله فى حالات عديدة عالميا. والمرضى أيضا الذين تم احتجازهم لفترات طويلة فى المستشفى قد يتعرضون لفقدان حجم كبير من العضلات.
فى مواجهة تلك الاحتمالات على الانسان أن يدرك أن معركة كوفيد ــ ١٩ لا تنتهى بانسحاب الأعراض وغياب الفيروس إنما عليه أن يستعد لمعركة ما بعد الشفاء بأسلحة طبيعية يجيد استعمالها:
دعم مناعة الجسم بكل الوسائل المتاحة: غذاء صحى ووجبات تحتوى على كل المصادر الطبيعية لعناصر الغذاء السليم.