إعلام الصحة.. وأصول الكتابة العلمية
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 25 أكتوبر 2024 - 8:00 م
بتوقيت القاهرة
المتابع لإعلام الصحة فى وسائل الإعلام المصرية يمكنه دون جهد أن يذكر ملاحظة وهى أن هناك مساحات بالفعل كبيرة قد انتشرت واحتلت منصات إعلامية مهمة. الكتابة عن الجديد فى العلم والطب والاختراعات الحديثة أصبحت محتوى صحفيا له قراؤه الذين يتابعونه بشغف ويبحثون عنه فى وسائل الإعلام المختلفة، لذا فالاهتمام بإعلام الصحة أصبح دون شك على قائمة اهتمامات الإدارات المختلفة للصحف ووسائل الإعلام المرئية.
لا يقف إعلام الصحة عند حدود تبسيط العلوم وشرحها بل يتعدى ذلك لدور أكبر يظهر أثره خاصة فى الأزمات كما حدث أثناء جائحة كورونا التى ساهم إعلام الصحة بقدر عظيم فى التعريف بالفيروس وتبعات الإصابة به وأنواع التطعيمات التى تعددت وطرق القواية من الإصابة به.
من الجيد ملاحظة أن عدد صفحات الصحة قد زادت فى الإعلام المصرى لكنها فى الواقع تحتاج لبعض المراجعات التى قد تضيف إليها أبعادا أكثر تأثيرا وأعم أثرا فى وعى الإنسان المصرى. الملاحظ أن الطابع الصحفى يغلب على أسلوب كتابة صفحات الصحة والذى لا يخلو من بعض التشويق والإثارة، الأمر الذى يميل إلى جانب الإعلان أحيانا بصورة أكبر، لذا أتمنى لو انتبه الكتاب الصحفيون الذين تستهويهم الكتابة فى مجالات الطب والعلوم إلى أن الكتابة العلمية تحتاج إلى جهد إضافى فى وجود الموهبة يؤسس لها ويدعمها.
اعتقدت دائما أن من يتصدى للعمل فى مجال إعلام الصحة إنما هو إنسان صاحب رسالة لا تقل أهمية أو إنسانية عن تلك التى يتبانها الطبيب.
إعلام الصحة إما خبر أو موضوع للتوعية بخطورة قضية صحية ويجب فى كليهما أن تكون الكلمة للعلم وأن تراعى أخلاقيات المهنة حتى تصل الرسالة إلى القارئ أو المشاهد فى صيغة محترمة لتؤدى الغرض منها.
للكتابة العلمية أصول وقواعد ومناهج تدرس فى معاهد متخصصة بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية. من يرغب فى العمل فى مجال الكتابة العلمية يجب أن يحمل خلفية علمية كأن يكون خريج أحد الكليات العلمية قبل أن يتقدم للجامعات التى تتيح برامج متخصصة يمكنه أن يختار من بينها ما يؤهله للعمل فى هذا المجال. تضم تلك البرامج مقررات متخصصة منها اللغة والترجمة ومهارات الاختزال فى الكتابة ثم تبسيط الحقائق العلمية والكتابة بطرق مختلفة فيها الإسهاب والاختصار ثم النقد والمعلومات العلمية للعامة وعرض الكتب العلمية وغيرها من المعارف التى معها تتشكل شخصية المدارس فى الكتابة وتتضح قدراته فى التعبير عن الموضوعات التى يتفوق فى عرضها.
قد أكون قد جنحت إلى صورة مثالية يصعب على الواقع المصرى استيعابها حاليا لكن ترانى لو اقترحت على القائمين على شئون كلية الإعلام أن تتبنى الكلية برنامجا علميا بالصورة التى تناسب إمكانات الكلية لتدريس أساسيات ومبادئ الكتابة العلمية أكون قد جنحت للمرة الثانية؟.