نشرت صحيفة جيروزاليم بوست مقالا للكاتبة توفا لازاروف، تناولت فيه قلق ممثل الاتحاد الأوروبى لدى السلطة الفلسطينية من وصول إسرائيل للمرحلة الأخيرة من فصل الضفة الغربية عن القدس وذلك من خلال تنفيذها مشروعين. تحدثت كاتبة المقال عن المشروعين على نحو مفصل.. نعرض منه ما يلى.بداية، يؤمن الاتحاد الأوروبى وكثير من أعضاء المجتمع الدولى بحل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطينى على أساس خطوط ما قبل عام 1967. وبناء على هذه الخلفية، حذر ممثل الاتحاد الأوروبى لدى السلطة الفلسطينية «سفين كون فون بورغسدورف» يوم الأحد الماضى من أن إسرائيل وصلت إلى المرحلة الأخيرة من فصل الضفة الغربية عن القدس.
أعرب بورغسدورف لصحيفة جيروزاليم بوست، بينما كان يقف مع ممثلين من أكثر من 20 دولة أوروبية فى موقع مطار قلنديا السابق، أعرب عن قلقه من مشروعين إسرائيليين يخشى أن يدمرا أى احتمالات لقيام دولة فلسطينية فى المستقبل.
المشروع الأول هو بناء ما يقرب من 3500 منزل استيطانى فى منطقة معاليه أدوميم، والمعروفة باسم E1.
تم تجميد المشروع إلى حد كبير منذ عقود، لكن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو قدم المشروع خلال الانتخابات الأخيرة وسمح بإيداع خطط البناء الخاصة به لدى المجلس الأعلى للتخطيط فى الضفة الغربية.
المجلس الآن بصدد الاستماع إلى الاعتراضات على المشاريع، مع تحديد موعد الجلسة التالية فى 13 ديسمبر المقبل والتى تعد آخر عقبة أمام الموافقة النهائية لمشروع E1.
المشروع الثانى الذى يثير قلق الاتحاد الأوروبى هو البناء المعلق لـ 9 آلاف منزل فى مستوطنة عطروت فى القدس الشرقية فى موقع كان سابقًا مطار قلنديا، افتتح فى عام 1924 وأغلق فى عام 2000، ومن المفترض أن يكون معظمه مخصصًا لليهود الإسرائيليين. من المقرر أن تعقد لجنة التخطيط المركزية فى القدس جلسة استماع فى 6 ديسمبر المقبل بشأن هذه المسألة.
زار بورغسدورف والوفد المرافق له كلا الموقعين. توقفوا للتحدث للصحفيين فى مستوطنة عطروت. وكان خلف الوفد موقع بناء طريق التفافى جديد لنفق سيمر أسفل المنازل المخطط لها.
على يسار الوفد، كان الحاجز الأمنى الذى يفصل عطروت عن المبانى السكنية فى حى كفر عقاب الفلسطينى فى القدس الشرقية وهنا قال بورغسدورف: «نحن هنا فى المرحلة الأخيرة المتمثلة فى عزل القدس تمامًا عن الضفة الغربية، مما يجعل من المستحيل إجراء مناقشة بين الطرفين حول دولة فلسطينية مستقبلية ومستقلة ومتواصلة وقابلة للحياة تكون القدس عاصمة لكليهما، على أساس المفاوضات التى تخص هذه المسألة».
وأوضح للصحفيين أن الخطط تتعارض مع تصريحات الحكومة الإسرائيلية بشأن تقليص الصراع والإبقاء على الوضع الراهن: «قالت الحكومة الإسرائيلية الحالية بوضوح إننا لا نريد تعريض الوضع الراهن للخطر، لكن الأشياء التى نراها على الأرض تشير إلى شىء آخر».
كما أضاف أن «المستوطنات الإسرائيلية تنتهك بوضوح القانون الدولى وتشكل عقبة رئيسية أمام سلام عادل ودائم وشامل بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى». وأوضح أن الاتحاد الأوروبى لا يمكنه أن «يغمض عينيه» عن مثل هذه الإجراءات.
لكن إسرائيل كانت صريحة بشكل فج بشأن إيمانها بأن القدس يجب أن تظل العاصمة الموحدة للدولة اليهودية وأن المشاريعــ مثل تلك الموجودة فى عطروت ومنطقة E1 ــ تلعب دورًا مهمًا فى حماية القدس الموحدة تحت السيادة الإسرائيلية. كما قيل إن مثل هذه المشاريع، لا تعزل الفلسطينيين والفلسطينيات عن الضفة الغربية.
من جانبها، قالت نائبة رئيس بلدية القدس فلور حسن ناحوم إن «القدس عاصمة حية ومتنامية لدولة إسرائيل. ونظرًا للعمل الذى تم إنجازه بالفعل فى منطقة عطروت، تم تحويل مستوطنة عطروت إلى منطقة صناعية مزدهرة مع أول مركز تجارى للتسوق على الإطلاق لسكان القدس، بجانب المصانع وأماكن العمل التى توفر مئات الوظائف».
وأضافت حسن ناحوم: «سيوفر المشروع السكنى آلاف الوحدات السكنية التى تشتد الحاجة إليها. لذلك يجب على الاتحاد الأوروبى أن يتوقف عن الحديث بلغة الماضى وأن ينضم إلى تطوير المستقبل الذى يخدم اليهود والعرب على حد سواء ويوفر الفرصة وليس الخطاب الفارغ والآمال الزائفة»!.
إعداد: ياسمين عبداللطيف زردالنص الأصلى: