رئيس.. لا فرعون!
محمد عصمت
آخر تحديث:
الجمعة 25 ديسمبر 2009 - 10:34 ص
بتوقيت القاهرة
مع بزوغ «فجر» البرادعى كمرشح جماهيرى للرئاسة يستطيع حصد ملايين الأصوات، بدا للكثيرين أن «شمس» أيمن نور تتأهب للأفول.. ومع ذلك فحين التقيته مصادفة خلال انتخابات نقابة الصحفيين، اكتشفت أنه لايزال يحتفظ بنفس «الكاريزما» التى جعلته «نجم الشباك» فى انتخابات 2005 رغم خسارته بفارق ضخم من الأصوات أمام الرئيس مبارك.
إلا أن د. محمد البرادعى نجح من خلال حواره الشامل مع مفكرنا الموسوعى الكبير جميل مطر، فى أن يثبت انه يمتلك المواصفات المطلوبة لهذا المنصب الرفيع، وأنه لا يتميز فقط بثقافته الرفيعة وعلاقاته الدولية وطهارة يده.. بل أيضا بالشجاعة التى تجلت فى مواجهته لضغوط أمريكية مورست ضده بمنتهى الضراوة لتمرير «تقارير» تسهل على إدارة بوش ضرب إيران..
كما كشف البرادعى عن امتلاكه رؤية واضحة لمواجهة «كوارثنا» الكبرى التى حددها فى الفساد والفقر، مع تمسكه بإعداد دستور جديد لتأسيس حكم رشيد نفتقده بشدة فى مصر الآن.
وفى تقديرى أن أيمن سيخطئ لو ظن انه سيتجاوز شعبية البرادعى، تماما مثلما أخطأ عندما تصور أنه سيطيح بالرئيس مبارك فى الانتخابات الماضية.. والمطلوب من أيمن نور أن يتراجع خطوة للوراء و«يتحالف» مع البرادعى ويسانده كمرشح وحيد للمعارضة، فى اطار بناء قاعدة شعبية تقف خلفه فى الانتخابات ضد الرئيس مبارك أو ابنه جمال.
فنحن مع البرادعى نستطيع فعلا ان نحلم بتغيير قواعد اللعبة السياسية التى أصيبت بالجمود فى مصر، على أن يبدأ هذا التغيير من قمة الهرم.. فنحن لم نعد بحاجة إلى زعيم ملهم أو حكيم الزمان.. نحن نريد رئيسا ببرنامج واضح نحاسبه عليه..
ويمكننا تغييره بعد مدة واحدة إذا غضبنا عليه أو مدتين ــ فقط لا غير ــ إذا رضينا عن أدائه.. نريد رئيسا لا يمكنه حل البرلمان ولا حتى فى حالة الحرب، ولا يعلن حالة الطوارئ طبقا لمخاوفه النفسية أو مصالحه السياسية.. رئيسا نعرف مقدار ثروته قبل وبعد المنصب، وما هى مخصصاته؟ وثروة زوجته وأولاده؟.. باختصار نريد رئيسا نستطيع ان نحاسبه.. لا فرعونا إلها يعذبنا فى الدنيا ويمنى نفسه بأنه سيحاسبنا أيضا فى الآخرة!