تحية للشرطة فى عيدها
ناجح إبراهيم
آخر تحديث:
الجمعة 26 يناير 2024 - 10:35 م
بتوقيت القاهرة
مقياس الأمن والأمان فى المجتمع هو مقياس حضارى فى المقام الأول، فإذا ساد الأمن والأمان فى المجتمع انتشر التحضر والعلم وارتقى الفكر، وانتعش الاقتصاد ونشطت حركة العلماء والسياح والتجار، وكثر البناء والعمران، أما إذا غاب الأمن والأمان انتكس المجتمع كله، وكسدت كل أنشطته الإيجابية.
رسالة الأمن مهمة دقيقة جدا، ورجل الأمن عادة ما يحاط بظروف صعبة واختبارات قياسية وخيارات متضاربة وإغراءات من كل ناحية، وعليه أن يتحلى بصفات خاصة ليقاوم الضغوط والإغراءات ودعوات شياطين الإنس والجن، ومغريات النفس ويكبح كل ذلك ليعلى ضميره الدينى والوطنى والقانونى.
الاختبارات التى يتعرض لها رجل الشرطة أقسى من تلك التى يتعرض لها غيرهم.
رسالة الشرطة رسالة صعبة بدنيا ونفسيا والمتصدى لها بحق له أعظم الأجر والثواب، فهم يدخلون تحت قوله صلى الله عليه وسلم «عينان لا تمسهما النار» ومنهما «عين باتت تحرس فى سبيل الله».
تحية للذين واجهوا ويواجهون نيران الحرائق فى كل مكان بصدور عارية لا يهابون الموت.
تحية للذين يقفون فى الكمائن فى الحر الشديد وتحت المطر ليؤمنوا الناس فى بيوتهم وعلى أرواحهم وممتلكاتهم.
تحية لكل ضابط منع عمل إرهابيا وحمى عشرات الأرواح من التفجيرات.
تحية لكل ضابط أعاد المسروقات إلى أصحابها أو أعاد حق مقتول أو مصاب من بلطجى أو مجرم.
تحية لكل رجل شرطة عمل بضمير ونفذ القانون وروحه وطبقه بلا تعسف، وأزاح حظ نفسه من كل قضية تكون إمامه، فأنصف الناس جميعا ورحم المظلوم ورد إليه حقه حتى لو كان فقيرا أو مسكينا، أو لا يملك جاها ولا سلطانا.
تحية للساهرين على أمن الوطن والمواطنين، وتحية لكل من يرى القانون بعين ويرحم الناس بالعين الأخرى.
تحية لكل ضابط طوع القانون لخدمة الناس وإسعادهم والتخفيف عنهم، تحية لكل ضابط لم يتعسف فى تطبيق القانون، وطبق القانون وروحه لإسعاد الناس ورفع العنت عنهم.
تحية لكل ضابط اتخذ من مهنة الأمن رسالة تخدم الوطن والناس وتحميهم من غوائل الشر والأشرار، ليحيا الناس تحت مظلة العدل والأمن والأمان، فلا أمن بدون عدل، ولا عدل بدون أمن وأمان.
تحية لكل ضابط وجندى غاب عن بيته وزوجته وأولاده كثيرا وسهر طويلا لينام الآخرون ولينزع الخوف من النفوس ويطمئن الناس لسهره على راحتهم.
تحية لزوجات الضباط الذين تحملوا غياب أزواجهم ليالٍ كثيرة وأوقات طويلة، صابرين على الخوف عليهم، كاتمين للقلق عليهم، راضين لغيابهم عن أولادهم حتى فى أدق اللحظات التى هم فى أمس الحاجة إليهم، فكم من ضابط لم يشهد ولادة ابنه، أو مرضه أو مرض زوجته أو مرض والده ووالدته.
تحية لكل من يبذل من أجل الدين والوطن والناس محتسبا ذلك عند الله سبحانه.
كل عام والشرطة المصرية بخير وسعادة وتقدم لتكون أفضل وأرقى وأرحم.