بلاش مبالغة
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 26 فبراير 2009 - 6:16 م
بتوقيت القاهرة
كنت ومازلت أرى أن جميع الإدارات التى تعاقبت على نادى الزمالك لم تحسن علاج أمراض فريق الكرة الأول. كانت دائما تلجأ إلى المسكنات أو تخضع لمطالب الجمهور. وكان أسوأ الأسوأ أن تمتزج المصالح الشخصية بمصلحة الفريق، فتعقد صفقات انتخابية بشراء لاعبين من باب استعراض العضلات والقدرات، وليس من باب احتياجات الفريق، ثم إن تلك العملية جرت وسط غياب التقدير الفنى الحقيقى لمهارة وقدرات اللاعب. كما حدث مع الغانى أجوجو الذى مازال يوصف بأنه نجم دولى فى منتخب غانا، مع أنه لعب 15 دقيقة فى كأس الأمم الأفريقية الأخيرة!
وأسوأ من ذلك كان التعاقد مع هانى سعيد، وتأليف هذا الفيلم الهندى عن التهديد والاعتداء وخطف العقود بين هانى وعبدالمنصف، ثم أسوأ الأسوأ الإصرار على هانى سعيد وهو فى داخله لا يرغب فى اللعب للزمالك، على الأقل عند وقوع هذا الحادث؟!
إن حكاية الزمالك بدأت بألم فى ضرس العقل، وكان ألما قادما من بعيد مثل وخز الضمير، وقوبل باستهتار، مرة بقرص إسبرين دواء القرن العشرين، ومرة بعود قرنفل دواء قدماء المصريين، وزاد الألم ولم تنجح كل محاولات العلاج وكل أنواع المسكنات وأكل سوس ضرس العقل الضروس المجاورة وأصابها، فأصبحنا أمام فريق ضاعت نصف أسنانه!
القرارات فى الزمالك تبدو متعددة المصادر مثل الآراء. ولا يوجد قرار واحد متفق عليه، لأنه لا يوجد رأى واحد يتفق عليه.. ولن يكون الحل فى لجنة الكرة، ولن يكون فى صفقات جديدة، ولن يكون فى انتخاب مجلس إدارة جديد فورا..
وإنما أن يدافع هؤلاء اللاعبون اليوم عن كيانهم، وعن ناديهم، وأن يحقق الفريق انتصارا واحدا يعيد الثقة، وأن يقف الجمهور بكل قوته خلف الزمالك، وأن يشعر اللاعب بقليل من الأمان ومن الحب من هذا الجمهور.. فلا يلعب وهو مهدد بسيف السباب على رقبته..
أما الإعلام فعليه أن يرحمنا من المبالغات.. فلا يعتبر أن كلمات جمال مبارك عن إنقاذ النادى قد أنقذته بالفعل.. فهى كلمات تؤكد أن الزمالك قلعة رياضية كبيرة، ولا خلاف على ذلك.. فى التصريح بعض التشجيع وبعض المجاملة، إذ كيف ستتدخل الدولة لإنقاذ الزمالك فلا تسمح بهبوطه؟ هل ستلعب الدولة.. أم أنها بصدد علاج الزمالك فى الخارج على نفقتها!
رجاء.. بلاش مبالغة!