تيكى تاكا.. «بوم»
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 26 فبراير 2015 - 9:45 ص
بتوقيت القاهرة
** هذا ما فعله فريق برشلونة فى مانشستر سيتى فى المباراة التى وصفها الإعلام الغربى بأنها قمة نارية، فإذا بالفريق الإنجليزى يكون لقمة سائغة فى فم الأسد الكاتالونى، ومازال بعض الإعلام الأجنبى الذى أحترم فيه دقته واهتمامه بالتفاصيل، مازال يقع فى أخطاء يجب ألا يسقط فيها، حيث اعتبر أن فوز مانشستر سيتى على نيوكاسيل بخمسة أهداف، رفعا لمعنوياته أمام برشلونة الذى كان خسر أمام مالاجا صفر / 1 فى الدورى الإسبانى.
وهذا التقييم كله خطأ، فلا نيوكاسيل هو برشلونة، ولا مانشستر سيتى هو مالاجا، ولا مباراة محلية فى الدورى الإنجليزى أو الدورى الإسبانى تصلح مقياسا للدورى الأوروبى.
فأنا لست من الذين يربطون بين نتائج مباريات سابقة وأخرى لاحقة، وأضع دائما العديد من الخطوط الفاصلة بين بطولة وبين بطولة أخرى، وبين مواهب ومهارات، وبين مواهب أقل ومهارات أقل .
** الإعلام الغربى أيضا قال فى تقييمه إن غياب يايا توريه عن مانشستر سيتى من اسباب تفوق برشلونة، وهذا أيضا خطأ من الأخطاء الشائعة، فأسهل تبرير هو تفسير النتائج بغياب نجم، وهذا التبرير يمرر التفسير، لكن القصة لم تكن غياب توريه، وإنما حضور برشلونة، القصة كانت فريقا يلعب وفريقا عاجزا عن اللعب، القصة كانت فريقا وليست لاعب فرد.
** حاول مانشستر سيتى الضغط مبكرا وفى المقدمة، وكان ذلك تكتيكا أهوجا لأن المقدمة التى ضغط فيها سيتى كانت مقدمة جدا، أو أمامية جدا، فاتسعت المساحات فى وسط الملعب ثم اتسعت بالتالى فى ملعب سيتى.
فيما قدم برشلونة خدعته الكبرى. قدم تيكى تاكا متطورة.. تمرير مع التحرك. لعب بنفس شعار مدرسته لامياسا: استقبل.. مرر.. تحرك.. لكن هذه المرة بإيقاع أسرع، وبدون هذا التحضير الممل.
وبدون تركيز فقط على فكرة الاستحواذ التى تنهك الخصم. لا.. هو استحواذ مع هجوم مباغت سريع يقتل الخصم.. باستخدام ستة مهاجمين، منهم ثلاثة قوة أساسية: ميسى لاعب السيرك، الذئب سواريز، نيمار الفنان.
وهم يجرون ويتحركون ويتبادلون مراكزهم، وكل منهم يجرى بالكرة كما تجرى الموجة وراء الموجة، فترى قدم ميسى تسبق الكرة والكرة تعود وتسبق قدم ميسى.. ومع هؤلاء الفرسان الثلاثة كانت هناك قوة دعم ومساندة من ثلاثة: إنييستا، دانى ألفيش، ألابا.. لكن الفريق كله يدافع أيضا بقيادة ماسكيرانو، وبيكيه، وبوسكتس، والأسطى راكتش.. وهو ما أصاب مدرب مانشستر سيتى الأرجنتينى بالحيرة، فقد رأيته كأنه يتساءل: كيف يفعلون ذلك ؟!
** الإجابة: إنها تيكى تاكا المتطورة سنيور بيلجيرينى.. إنها تيكى تاكا "بوم" السريعة، المباغتة، التى تنفجر فى دفاعات الخصوم، وهى بالمناسبة ليست بدائية الصنع ؟!
****************
** خارج الإطار: مباراة برشلونة ومانشستر سيتى تستحق التعليق، بينما لا تستحق رمية الزهر أو لعبة الطاولة التى يمارسها اتحادنا الموقر لاختيار مدرب المنتخب.. بذمتكم لعبة: ملك ولا كتابة تستحق التعليق؟.. تستحق عمود.. أم تستحق عود كبريت ؟!