يعنى إيه.. ائتلاف؟
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 26 مايو 2011 - 8:34 ص
بتوقيت القاهرة
● كلمة ائتلاف تعنى أن الناس اجتمعوا وتوافقوا، ومنذ الثورة تشكلت عشرات الائتلافات.. ائتلاف شباب حركة 6 أبريل، وائتلاف شباب الثورة.. وائتلاف ضباط الشرطة.. وائتلاف أمناء الشرطة.. وائتلاف الأطباء.. و«ائتلاف طلبة المدارس العليا».. وقد أحصيت قرابة الخمسة عشر ائتلافا.. وتمنيت أن يكون هناك بين تلك الائتلافات وأصحابها ائتلاف يوحد الشعب المصرى.. إلا أن الائتلافات تتعارك فى الحوار الوطنى، وتختلف فى «مجلس حماية الثورة» لدرجة تبادل الضرب بالأيدى.. وأبحث وسط هذا المناخ والشغب عن الديمقراطية والحوار واحترام الرأى والإنصات إلى الرأى الآخر، ولا أجد شيئا.. وإنما سعى محموم لاحتكار الوطنية، وفرض الرأى، ورفض الرأى الآخر، ومصادرة الكلمة، والحقوق.
● وليكن مفهوما عند الجميع أن ثورة 25 يناير لايملكها ائتلاف، وأن هذه الثورة لم تسقط النظام السابق بقوة جماعة أو مجموعة معينة.. ولكنها ثورة شعب بأكمله، ولولا صيحة وغضبة هذا الشعب بمثقفيه ونخبه وأطيافه، ما سقط النظام، ولولا توحد هذا الشعب بطبقاته وأغنيائه وفقرائه ما سقط النظام.. ليكن ذلك مفهوما، والأهم منه أن الثورة كان مستحيلا لها أن تسقط النظام وتبدأ مرحلة التغيير بدون مساندة القوات المسلحة، واختيارها لشرعية الشعب.
● المؤسف أنى أضطر لتكرار هذا الكلام لأنه يبدو أن جماعة أو مجموعة أو ائتلاف يرغبون فى احتكار الثورة، واحتكار الوطنية، ثم احتكار السلطة.. وأكرر ذلك لأن ملايين المصريين الذين يشاهدون برامج التليفزيون ويقرأون الصحف أصابهم الاستياء والغضب وهم يتابعون ما يجرى من حوارات باليد والتشويح والتشويه.. والناس الآن تبحث عن الوجوه التى كانت فى ميدان التحرير، وعن روحهم الوطنية الوثابة، وابتسامتهم الجميلة التى جعلت ثورة المصريين شديدة النقاء ومصدرا للإلهام.. أين هؤلاء؟!
● يقول بعض رجال السياسة إن الخلافات والغليان والاشتباكات نتيجة طبيعية لسنوات الحرمان والكبت وعدم الاشتراك فى إدارة الدولة، وضياع الحقوق، وسط حقول «الكوسة والقرع والنفاق»، وأن 30 عاما من غربة الشعب المصرى فى مصر، وعدم امتلاكه لبلده، وراء هذا الصخب الدائر، وأن سنوات الفساد واستغلال النفوذ، والظلم والإيحاء بالحرية والخداع بالديمقراطية وراء هذه الضوضاء التى يعج بها الشارع السياسى.. وقد يكون ذلك صحيحا لكن علينا أن نتجاوز هذا الماضى المؤلم والكئيب الذى دفعت ثمنه أجيال من أبناء هذا الشعب.. ولذلك علينا أن نعمل بقوة وبسرعة على جميع المسارات، ولا ننشغل بالصغائر، ولا نضخم المسائل، ومنها مثلا من يسدد فواتير علاج الرئيس السابق وقرينته فى شرم الشيخ. «ياسلام ما تخصم من حساباته»؟!
● علينا أن نتوجه إلى القضايا الرئيسية والأخطر والأهم، وقبل ذلك علينا أن ننطلق من نقطة محددة، وهى أن ثورة 25 يناير هى ثورة شعب بالكامل، لا يملكها فئة، ولا يملكها ائتلاف، ولا تملكها جماعة.. «واضح الكلام ولا.. مش واضح»؟!