يا يهود العالم.. انتبهوا!

مواقع عربية
مواقع عربية

آخر تحديث: الأحد 26 مايو 2024 - 11:45 م بتوقيت القاهرة

 سعد محيو

تتفاقم الأمور فى روسيا والعديد من دول العالم ضد ما يسمى الآن «دور اليهود فى العالم»، ليحل هذا التعبير مكان نظرية المؤامرة الخاصة بمسألتى بروتوكولات حكماء صهيون (التى نشرت مخطوطتها فى روسيا أيضا فى أوائل القرن العشرين) والسامية اليهودية.

آخر تجليات هذا التطور برزت بقوة فى موسكو خلال اليومين الماضيين، حين حطّ وزير الخارجية الأمريكى أنطونى بلينكن (المفاخر علنا بيهوديته) الرحال فى كييف ليخرج منها بمطالبات ساخنة للإدارة الأمريكية بالسماح للرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى (المفاخر أيضا بيهوديته) باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب الداخل الروسى.

حتى الآن، كان الرئيس جو بايدن يرفض ذلك، خوفا من احتمال أن ترد موسكو باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية فى أوكرانيا، مما يُهدد بإشعال حرب عالمية ثالثة بين القوى النووية هذه المرة فى العالم. بالطبع، بليكن هو رأس الدبلوماسية الأمريكية وليس قائد إدارتها العسكرية. وبالتالى كان يُنتظر منه أن يكون أبعد الناس عن الدعوة إلى التصعيد الخطير على هذا النحو. لكنه يتصرف الآن فعلا كجنرال من صقور الجنرالات وليس كحمامة سلام دبلوماسية.

وهو كرّر ذلك أيضا غداة طوفان الأقصى، حين أيّد بقوة خلال وجوده فى تل أبيب إشعال الحرب الإسرائيلية ضد غزة، ثم نشط بعد ذلك (ولا يزال) لتغطية فظائع هذه الحرب دوليا.

والآن، لا يكتفى بلينكن بالمطالبة بالسماح لزيلينسكى بضرب روسيا بالأسلحة الأمريكية، بل يدعو أيضا إلى قيام الخبراء العسكريين الأمريكيين بتدريب القوات الأوكرانية على أرض أوكرانيا وليس فى ألمانيا (كما الحال الآن). وهذا بالطبع يخلق احتمال انخراط أمريكا مباشرة فى الحرب الروسية الأوكرانية فى حال تعرض هؤلاء الخبراء إلى القصف.

كل هذه المعطيات أطلقت أضواء حمراء وصفراء حادة فى موسكو، والأرجح أنها ستُعيد إلى أذهان الكثير من الروس ما ورد فى بروتوكولات حكماء صهيون حول «المؤامرة اليهودية العالمية». وعلى أى حال، لا يجب أن ننسى هنا أن العديد من المحللين السياسيين الروس يشيرون مرارا وتكرارا إلى ما يسمونه «اليهودية الخاصة« لزيلينسكي. وهم أبرزوا بالخط العريض تصريح بلينكن فى تل أبيب، غداة طوفان الأقصى، والذى قال فيه إنه جاء إلى إسرائيل «بصفته اليهودية».

صحيح أنه ليس من المتوقع قط أن نسمع تصريحات لا يهودية أو لا سامية من مسئولين روس، لكن لن يكون مستغربا فى ظل الحرب الخطرة والضروس التى يشنها الغرب الآن ضد روسيا (والتى تُهدّد بالفعل بتقسيم وتفتيت «الأم روسيا») أن يتداول الروس الآن الأسباب والدوافع التى حفّزت ألمانيا فى عهد هتلر على إعلان الحرب على «المال اليهودى العالمى»، وأن يتوقفوا مجددا أمام ما يسمى «نبوءة هتلر» الشهيرة فى العام ١٩٣٩ والتى جاء فيها الآتى: "يتعيّن على اليهود التوقف عن العيش على حساب الشعوب الأخرى، وإلا فإنهم سيتعرضون إلى أزمة لا يُمكن تصورها. اليهود يحاولون الآن تحريض الملايين من الناس على صراع لا معنى له تماما بالنسبة لهم ولا يخدم سوى المصالح اليهودية. لقد كنتُ فى كثير من الأحيان فى حياتى نبيا وتعرضت للسخرية فى الغالب. وفى وقت كفاحى من أجل السلطة، كان الشعب اليهودى فى المقام الأول هو فقط الذى استقبل بالضحك نبوءاتى بأننى سأتولى يوما ما قيادة الدولة وشعب ألمانيا بأكمله، ثم، من بين أمور أخرى، جلب المشكلة اليهودية إلى حل. أعتقد أن هذا الضحك المجوف لليهود فى ألمانيا قد علق الآن فى حلوقهم. واليوم، أريد أن أكون نبيا مرة أخرى لأقول: إذا ما نجح التمويل اليهودى العالمى داخل أوروبا وخارجها فى إغراق الأمم مرة أخرى فى حرب عالمية، (سبق لهتلر أن اتهم اليهود بإشعال الحرب العالمية الأولى)، فلن تكون النتيجة بلشفة الأرض وبالتالى انتصار اليهود، ولكن إبادة العرق اليهودى فى أوروبا.

• • •

الأحاديث عن دور اليهود فى العالم، ليس فقط فى فلسطين وأوكرانيا وإفريقيا (حيث تتزعم الآن جنوب إفريقيا الحملة ضد العنصرية اليهودية) وأمريكا اللاتينية (التى تكتشف شعوبها الآن أصابع بعض اليهود وراء السيطرة الإمبريالية الأمريكية)، بل أيضا دور المال اليهودى العالمى فى تفجير حروب وصراعات العولمة النيوليبرالية فى كل أنحاء العالم ومعها التوازنات البيئية والإيكولوجية لكوكب الأرض. وهذا الإجماع الذى يتبلور الآن ضد دور اليهود فى العالم، يُذكّر بشكل مدهش بالإجماع الذى حصل بين شعوب المشرق والرومان ضد اليهود قبل ثلاثة آلاف سنة، والذى أدى فى نهاية المطاف إلى تدمير دولة إسرائيل التى لم تعش (وسط هذا البحر من العداء) أكثر من ٨٠ عاما. ثم يقولون بعد ذلك إن التاريخ لا يُعيد نفسه!

أمين عام منتدى التكامل الإقليمي في بيروت

موقع 180

النص الاصلي: https://rb.gy/2tfw7e

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved