سؤال ساذج!
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 26 يوليه 2010 - 10:57 ص
بتوقيت القاهرة
يُعقد فى فيينا هذا الأسبوع أحد المؤتمرات العالمية المهمة التى تعكس اهتمام الحكومات بصحة وسلامة مواطنيها. مؤتمر يحضره رؤساء دول منهم باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. المؤتمر يناقش ما وصلت إليه أحوال المرض الأشهر فى العالم الإيذر أو مرض نقص المناعة المكتسبة.
ارتبط المرض بالممارسات الشاذة، لكن العلم أثبت أنه أيضا ينتقل بين الرجال والناس فى العلاقات الطبيعية ورغم ضعف الفيروس المسبب له خارج جسم الإنسان إلا أنه يتحول لميكروب ضارٍ بالغ الشراسة إذا ما تمكن من التسلل إلى الشرايين عبر أى جرح سطحى يسببه موس حلاقة أو مشرط جراح أو حادث صغير فى عيادة للإنسان أو أحد محال التجميل إلى جانب نقل الدم بالطبع.
ناقش المؤتمر وسائل دعم مرضى الإيدز وفرض شروط جديدة تتيح الوقاية منه لكن أهم ما نوقش وأُصدر بشأنه قرار كان تجريم مريض الإيدز الذى يُنقل عامدا العدوى لشريكه أو شريكته على حد سواء.
العمد هنا بالطبع يعنى علمه بمرضه وإخفاء تلك الحقيقة عمن يقاسمه فراشه.
دارت مناقشات عديدة قبل أن يجتمع رأى أربع وخمسين دولة على سن قانون يحاكم مريض الايذر إذا ثبت أنه اخفى حقيقة مرضه عامدا نقل العدوى.
رأى الرأى الآخر أن هذا القانون سوف يجعل مرضى الايدز يحجبون عن اجراء التحاليل التى تثبت مرضهم لكنهم فى النهاية انصاعوا لرأى الأغلبية.
الواقع أن هناك دولا ومنها كندا قد اقرت هذا القانون قبل مناقشته إذ إنه فى العام الماضى وحده بلغت حالات محاكمة مرضى بنقص المناعة تسببوا فى عدوى شركائهم ثلاثا وستين حالة قابلتها مائتى حالة وخمس حالات فى الولايات المتحدة الأمريكية كان من أشهر تلك الحالات رجل من هناميلتون تسبب فى وفاة سيدتين نقل اليهما العدوى بينما ظل هو حرا حتى واجه الاتهام بقتلهما عمدا.
لا أحد حتى الآن يعلم كيف بدأت قصة مرض نقص المناعة المكتسبة وان كانت هناك شائعات قوية تشير إلى خروج الفيروس الرهيب من قمم معامل الجيش الأمريكى الذى بدأ تجاربه على القرد الأفريقى فانفجر فى القارة السوداء يحصد أهلها وعاد إلى الولايات المتحدة سالما لكن العالم الآن يعرف كل شىء عن الإيدز ويناقش أساليب الوقاية وأساليب العلاج هل نعرف نحن كم عدد مرضى الايدز بيننا؟ هل لدينا فكرة عن تشخيصه أو علاجه؟ سؤال لاشك بالغ الأهمية.
ويناقش وسائل الوقاية منه وأساليب العلاج هل نعرف نحن اذا ما كان بيننا مرضى الإيدز او حاملو فيروسه؟ هل لدينا فكرة عن وسائل تشخيصه أو طرق علاجه وعزل مرضاه؟ سؤال لاشك بالغ السذاجة يستدعى الاعتذار عنه.