تحفة الافتتاح..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
السبت 26 سبتمبر 2009 - 9:24 ص
بتوقيت القاهرة
أضفى ستاد برج العرب رونقا وفخامة على أجواء افتتاح بطولة كأس العالم للشباب، ففى الواقع أن هذا الصرح الرياضى الذى أنشأته القوات المسلحة يعد بمثابة «السد العالى» للرياضة المصرية من جميع الوجوه.. وكان مظهره مشرفا فى ليلة الافتتاح.
وهو أمر متوقع من المؤسسة العسكرية التى تبنى وتنشئ فى كثير من المواقع المصرية وفى شتى المجالات من أجل الشعب والشباب.. وكلما شاهدت ملاعب وستادات الجيش وحرس الحدود والإنتاج الحربى أتساءل: ما دام هناك مصريون يصنعون هذا الجمال فلماذا لا نصنعه فى الملاعب وفى المواقع الأخرى؟!
كان ستاد برج العرب تحفة الافتتاح الذى جاء عاديا، وبدا أن «حالة الظلام» التى كان عليها الملعب بهدف التغطية على عدد العارضين والراقصين المحدود، وعلى وجوههم الأجنبية.. كما أنه من المؤسف أن الحشد الجماهيرى لم يسمح لبلاتر بإلقاء كلمته، على الرغم من تكراره المطالبة بالهدوء والصمت، فقال: مصر من حقها أن تفخر ثم طوى الورقة ورحل!»
أضفى أيضا الفوز الكبير الذى حققه منتخب الشباب على فريق ترينيداد رونقا وبهجة على يوم الافتتاح. وكان اختيار هذا الفريق موفقا لمواجهته فى المباراة الأولى. كما كان الشباب والجمهور المصرى عند حسن الظن به، بإقباله على الحضور. فكان هناك ما يقرب من 80 ألفا، وصحيح أن قسما منهم من رجال القوات المسلحة، إلا أن جماهير كأس الأمم الأفريقية 2006 الرائعة والجميلة بدأت تظهر مرة أخرى فى ملاعبنا.. أهلا بكم!
ولأول مرة أرى فريقا مصريا يجرى أسرع من الكرة. وأسرع من منافسه. فريقنا كان شابا جدا وسريعا جدا بدافع الحماس، لعل وجود الرئيس وراء هذا الحماس الطاغى. لكن منتخب ترينيداد ليس مقياسا إطلاقا، لأنه سيكون الجسر الذى تعبر فوقه منتخبات المجموعة.. فمعلوماته عن كرة القدم تساوى معلومات فريقنا عن نسبية أينيشتين. لدرجة أنى كنت أكاد أسمع لاعبى ترينيداد وهم يصيحون إزاء سرعة وانطلاقات لاعبى المنتخب: هو فيه إيه؟!
المباراة جعلتنا نتعرف على نجوم المنتخب وكانت تكفى 90 دقيقة كى يعرفهم الجمهور بدلا من تلك الجملة المسيئة التى تبث تليفزيونيا وتتضمن مواقف غير مقبولة للاعبين.. وهم نجوم اليوم والغد وفيهم من يستحق أن يلعب مع الفرق الأولى للأندية. ففى تلك السن يولد عشرات النجوم. هناك عفروتو وطلعت وحسام عرفات ومصطفى محمود وغيرهم الذين جعلوا «الأشجار الحمراء» (لقب منتخب ترينيداد) بلا دماء ولا مياه تجرى فى فروعها!
مبروك الفوز الكبير وكان يجب أن يكون فوزا أكبر.. وليس هذا تقييما لمستوى الفريق. وإنما علينا أن ننتظر مباراة إيطاليا حين نواجه فريقا يلعب كرة قدم بجد؟!