المتلاعبون بعقولنا!!
صحافة عربية
آخر تحديث:
الجمعة 27 فبراير 2015 - 10:10 ص
بتوقيت القاهرة
فيما يخص الأحداث المتسارعة التى نتابعها كل لحظة عبر شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد اليومية، بدءا بأخبار تنظيم القاعدة، مرورا بثورات ما عرف بالربيع العربى التى دمرت بنية الدول العربية، وانتهاء بهذا المسخ المسمى «داعش»، هل هناك من يستطيع الادعاء بأنه يعرف فعلا حقيقة ما يجرى؟ أو حتى جزءا من الحقيقة؟ أغلبنا إنْ لم نكن جميعنا نركض حول أوهام تصدرها لنا آلة الإعلام الغربى، ونعيد نحن تدويرها وإضافة بعض المبالغات والتهويلات لاأكثر، هذه الأوهام التى أصبحت تحكمنا وتتحكم بمصيرنا وحياتنا ونفسياتنا وحتى مستقبلنا، كل ما نعرفه هو أن الأحداث تتحرك أمامنا هكذا كبندول الساعة، يمينا ويسارا، بينما عيوننا معلقة به، تذهب معه فى حركته، يمينا ويسارا، ولا شىء آخر!
منذ أربع سنوات ونحن فى خضم حرب عالمية بكل معنى الكلمة (ومن لايسمع قرع طبول الحرب العالمية الثالثة فى الشرق الأوسط فهو أصم)، هذا القول نسب إلى وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق «هنرى كيسنجر»، والحقيقة أنه من المفترض أن يكون العالم أجمع قد سمع قرع تلك الطبول مع ارتطام تلك الطائرات المجنونة بمبانٍ شاهقة فى نيويورك عام 2001، ومع أول رد فعل للرئيس الأمريكى يومها حين أعلنها حربا صليبية ضد الإرهاب فى الشرق الأوسط، قبل أن يعود ويعتذر عن الوصف بناء على نصيحة مستشاريه خشية التأويلات الدينية التى لن تكون فى مصلحة المصالح الأمريكية! المهم أننا لكثرة ما تزاحم أمام أعيننا من صور ومقاطع فيديو مخيفة ومصنوعة ومفبركة، ولكثرة ما طمر فى مخيالنا العربى والإسلامى من تنظيرات وأفكار حكمت علاقتنا بالغرب، لم نعد نصدق شيئا مما يعرض وليس فى إمكاننا أن نكذب أى شىء فى الوقت نفسه، وهذه قمة المأساة فى ظل عجز أجهزتنا الإعلامية العربية عن التصدى وكشف الحقيقة، فلاأحد يملك قرار الحرب سوى جنرالات الحرب، ولا أحد يملك مفاتيح ألغاز ما يجرى سوى أطراف بعينها، ليس من بينها طرف عربى واحد! حتى هذه اللحظة عرضت علينا عشرات التفسيرات لما يعرف بـ «داعش» و«القاعدة»، وحكاية بن لادن، وحقيقة هجمات الحادى عشر من سبتمبر، والثورات العربية والتنظيمات المتطرفة و«الإخوان» وعلاقتهم بأمريكا ومخططهم التدميرى، والسلاح النووى فى الشرق الأوسط، وعلاقة أمريكا بـ «داعش» وبنظام بشار الأسد، وأسعار البترول و.... إلخ، عدوا على أصابع اليدين كم تفسيرا قرأتم وكم نظرية قيلت فى كل هذا، وعلى الرغم من أن الحرب فى وسط فناء البيت العربى، إلا أن العرب لايعرفون ماذا يحدث وسط بيتهم الذى تآكل وانتهى!
فى الواقع، فإن الصهيونية العالمية وخبراء هوليوود ودهاة المخابرات الأمريكية ومؤسسات المال الدولية، يتلاعبون بعقولنا طيلة الوقت كالمعتاد!.
عائشة سلطان
الاتحاد ــ الإمارات