مؤامرة مصرى أُم الأجنبي
محمد سعد عبدالحفيظ
آخر تحديث:
الأحد 28 فبراير 2016 - 9:59 ص
بتوقيت القاهرة
«أينما تكونوا يدرككم حديث المؤامرة».. تتجول بين شاشات الفضائيات فيصدمك الحاج تامر أمين بالحديث عن: «الحرب الكونية»، ويؤكد أن «المجلس الأعلى للعالم» استخدم قدراته الفتاكة لتدمير مصر وعدد من دول الشرق الأوسط.
تهرب من حديث تامر أمين وسيادة اللواء حسام سويلم، عن الجيل الخامس من الحروب، والتى هى بالطبع تختلف عن حروب الجيل الرابع، فيفاجئك محمد الغيطى بمعركة وهمية تمكنت فيها القوات المصرية من حصار الأسطول السادس الأمريكى قبالة الإسكندرية، وأسر الضفادع البشرية لقائده.
تحرك «الريموت كنترول» إلى فضائية أخرى، فتجد أحمد موسى يهزى بحديث مشابه، عن مؤامرة تحاك ضد مصر تهدف إلى اسقاط الدولة، يشارك فيها محمد البرادعى الخاين العميل وقادة المخابرات التركية والقطرية والأمريكية، وقيادات التنظيم الدولى للإخوان.. تقلب تجد مصطفى بكرى وعبدالرحيم على وسيد على وأمانى الخياط بيعزفوا نفس النغمة.
تكره نفسك وتغلق التليفزيون لتنام، فيلاحقك عفريت المؤامرة فى أحلامك، وتشاهد أمين وبكرى والغيطى والخياط وأخواتهم، وقد تحولوا إلى «زومبى» يجرون خلفك فى مدينة خاوية، فتستيقظ مستغفرا ومستعيذا.
تطالع صحيفتك الصباحية، فتجد مانشيتها الرئيسى «مؤامرة لإسقاط الدولة»، وتنزل إلى المتن، فتقرأ هرتلة نقلها محرر «زومبى» ووافق عليها رئيس تحرير «زومبى» عن اجتماع ممثلى أجهزة مخابرات تركية على أمريكية على إيرانية على قطرية بقادة حماس والإخوان بهدف إسقاط مصر.. تغلق الصحيفة وتتمتم «ربنا يعوض علينا عوض الصابرين».
جنون المؤامرة سيطر على الجميع مسئولين وإعلاميين، النظام يهرب إليه ليبرر إخفاقه وفشله فى تحقيق أى تقدم ملموس فى طريق بناء الدولة وتحقيق الحلم الذى بدأناه فى 25 يناير.
كلما زاد عليك الضغط وتصاعدت المطالب ابحث عن عدو، وإن لم تجده، فاصنعه، وانفخ فيه عبر أبواقك الإعلامية، حتى يتحول مع الوقت إلى حقيقة، ساعتها لن يستطيع أحد أن يفتح فمه ويجاهر بمطالب من عينة الديمقراطية والشفافية والمساواة واحترام حقوق الإنسان.
خلال تدشينه للمبادرة الرئاسية للتنمية المستدامة 2030، الأسبوع الماضى قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن «هناك تآمرا على الدولة لإسقاطها، فيه ناس بتعمل كل ده عشان فشلوا فى التفجيرات فبيحاولوا يعملوا أى حاجة منها اللعب على وحدة المصريين واللعب بأوراق أخرى»، وأضاف خلال نفس الكلمة: «علينا أن ندرك أن هناك من هو متربص ولا يريد لهذا البلد أن يكون استثناء لما مرت به المنطقة».
«قسمًا بالله من سيقترب من مصر هشيله من على وش الأرض شيل».. عندك حق يا ريس واحنا معاك لكن دعنا، نعرض عليك عينة من المؤامرات التى تحاك ضد مصر والتى قد تؤدى إلى إسقاطها: صراع الأجهزة وضرب كل جهاز للآخر مؤامرة.. جرائم «تنظيم الحواتم» وتكبر السادة الضباط على الناس وتعذيب وتصفية المواطنين مؤامرة.. تدخل الأجهزة فى تشكيل البرلمان وفق شهادات عدد من أركان نظام 30 يوينو بما سمح بوجود ناهشى أعراض، وتجار مقويات جنسية، والعكاشنة والاستعانة برجال مبارك وحصار وخنق رموز الثورة مؤامرة.. إهدار أموال الدولة فى مشروعات غير مدروسة مؤامرة.. خنق الإعلام الجاد وفتح الباب على البحرى لتمورة وعبرحيم وعبسميع والخياط وموسى وحساسين وريهام وباقى كتائب الهبش العام مؤامرة.. الحكم على 4 أطفال بخمس سنوات فى قضية ازدراء الأديان مؤامرة.. حبس طفل أكثر من 700 يوم بتهمة ارتداء تيشيرت مطبوع عليه «وطن بلا تعذيب» مؤامرة.. حبس رفاق الموجة الثانية للثورة بتهمة خرق قانون التظاهر وضرب جبهة 30 يونيو مؤامرة.. إشعال مدرس النار فى جسده لعدم قدرته على تحمل تكاليف المعيشة مؤامرة.. والمساحة لا تحتمل لرصد باقى المؤامرات التى يحيكها طيور الظلام فى الداخل.
عدم القدرة على التعامل مع المشكلات التى تواجه الدولة والهروب من الأزمات بالانسحاب إلى ما يسمى المؤامرة مصيبة، الطامة الكبرى أن يكون هذا النظام مؤمنا فعلا بأن العالم يتآمر ضدنا.