أين لوحات بقشيش يا وزارة الثقافة؟
سيد محمود
آخر تحديث:
الثلاثاء 27 مارس 2018 - 11:00 م
بتوقيت القاهرة
قبل أيام كتبت الكاتبة هدى يونس أرملة الفنان التشكيلى الراحل محمود بقشيش رسالة لزوجها تجدد فيها العهد بمتابعة أموره فقالت:
«المرسم والمخزن فى وكالة الغورى تم فتحهما دون لجنة ومحضر جرد أو حتى إبلاغى واختفت اللوحات والمقتنيات الشخصية!! كى يلحقوا باللوحات الخمس التى أودعتها بصفة أمانة للعرض بجمعية النقاد، وعندما طلبت اللوحات أكد رئيسها أن الفنان استلمها فى2003!!
ــ كيف هو تركنا 2001!!
أما أمين الصندوق فقد اعتقد أن الفئران أكلتها.. واشتركت الاعمال فى معارض وبيع منها ما بيع، كما سرقت لوحة وبيعت من مقتنيات صندوق التنمية الثقافية!!».
ثم تابعت يونس «عفوا محمود اطمئن من العتمة تأتى فيوض الضوء.. كان شاغلك قضايا الفن وهمومه كمفكر صاحب رؤية فلسفية، الكلمة عندك مسئولية وأمانة وموضوعية، واستحال شراؤك.. واجهنا قسوة الحياة برضا لما اخترناه.. وظللت تبحث عن الهوية فى عصرالاجتياح، والمحذوف من زمنك..
ورغم دفع اسمك إلى الظل وإسقاطه من قائمة المعارض والمقتنيات.. يبقى عالمك يتحدى العتمة والانغلاق بفيوض النور..
وسؤالى يطرق الابواب المغلقة أين لوحات محمود بقشيش؟».
قرأت هذه الرسالة وتوقعت طوال الاسابيع الماضية أن أجد بيانا توضيحيا من وزارة الثقافة أو قطاع الفنون التشكيلية الذى يتبعها يكشف عن مصير هذه اللوحات لكن الوزارة تجاهلت الأمر برمته وكأنه لا يعنيها.
رغم أن بقشيش كان أحد أبرز رسامى وكتاب جيل الستينيات ونال العديد من الجوائز التى تؤكد حضوره فقد حصل على جائزة صالون الربيع، ومحبى الفنون الجميلة، والطلائع، وجائزة الدولة وحصل أيضا على جائزة مسابقة الصحراء، ثم جائزة الاستحقاق ببينالى الاسكندرية عام 1989، فضلا عن جائزة التحكيم فى الرسم ببينالى القاهرة الدولى الرابع، كما أن له مساهمات فى كتابة القصة القصيرة إلى جانب دوره فى حركة مطبوعات «الماستر» التى كانت واحدة من الظواهر الثقافية المؤثرة فى السبعينيات وقبل رحيله فى 13 مارس عام 2001، ترك بقشيش مؤلفات عالية الجودة فى النقد التشكيلى.
وأنا أعلم تمام العلم أن الصديق د. خالد سرور رئيس القطاع وهو فنان مرموق وأستاذ جامعى فاضل على وعى تام بقيمتها ومكانة صاحبها المتميزة على خريطة الفن المصرى المعاصر، كما أن وزيرة الثقافة وهى فنانة كبيرة تقدر تماما الأمور المتعلقة بحقوق الفنانين المهدرة ومن الامانة القول إن المشكلة قديمة وهى ميراث يعود لما قبل 17 عاما فعقب وفاة الفنان أصر المسئولون عن الوكالة على تسليم اللوحات فى حضور جميع الورثة المثبتين فى إعلام الوراثة وهو أمر مفهوم لكنه لم يتحقق لصعوبات عملية وكان من المفترض أمام هذه العقدة القانونية أن يتم جرد المخزن وتسجيل اللوحات فى دفاتر العهدة وبمحضر رسمى لحين تسلمها قانونا لكن ذلك لم يحدث ومن ساعتها تحاول أرملته تمكينها مما كان فى مرسمه والمخزن الملحق به بوكالة الغورى خاصة بعدما تم أخيرا تسليم المرسم خاليا لفنان آخر هو النوبى بديع لكن هدى يونس فشلت فى ذلك كما فشلت من قبل فى استرداد اللوحات التى عرضت للفنان عام 2002 فى معرض أقامته جمعية النقاد رغم أنها قدمت بشأنها مذكرة لنقيب التشكيليين لم يحقق فيها أحد.
وكل ما أطلبه اليوم من وزيرة الثقافة أن تبادر بفتح تحقيق جدى فى المذكرة رقم 615 المقدمة من الورثة لرئيس القطاع لنعرف بوضوح مصير لوحات بقشيش التى اختفت بقدرة قادر فى أضابير وكالة الغورى قبل أن تتولى د. إيناس حسنى إدارتها؟