إنهم ينتظرون مصر
وائل قنديل
آخر تحديث:
الأربعاء 27 أبريل 2011 - 9:35 ص
بتوقيت القاهرة
تحتاج الثورة المصرية إلى أجنحة تحلق بها إلى الخارج، لتحط بين الجماهير العربية تحديدا بسلاسة ونعومة، بعيدا عما تلوكه بعض الألسنة من معلبات نظرية وأوهام قديمة عن تصدير الثورات واستيرادها..
ذلك زمن مضى، لأننا بصدد ثورات طبيعية نتيجة إبداعات شعبية خالصة.
ومن هنا تأتى أهمية جولة الدكتور عصام شرف رئيس حكومة الثورة فى عدد من الدول العربية، والتى مهدت لها زيارات وزير الخارجية الدكتور نبيل العربى، فمن الضرورة بمكان أن تنقل الصورة كاملة ونقية عن ثورة الشعب المصرى المجيدة إلى الشارع العربى.
ليعرف الجميع أنها كانت ضرورة تاريخية حتمية بالنظر إلى الوضع البائس الذى كانت عليه مصر الدولة قبل 25 يناير، حيث انكمشت مصر داخل جلدها وتكرمشت وتضاءلت وداهمتها التجاعيد، وتحولت من لاعب رئيسى إلى متفرج، أو على الأكثر هى مقر للعب.
وفى الكويت التى استضافت الملتقى الثامن للإعلام العربى، وهو تظاهرة محترمة يواصل عقدها بدأب الزميل الإعلامى المتميز ماضى الخميس، كان الجمهور فى شوق إلى التعرف على ملامح الثورة المصرية الشابة.
وهو ما نجحت فيه مجموعة من الشبان المصريين، الذين تحدثوا عن ثورة شعبهم بعفوية وبساطة أزالت الكثير من الأتربة التى غطت نوافذها، فرأى الحضور الصورة أوضح وأشمل.
وكان شيئا رائعا يدعو للفخر والاطمئنان والثقة فى تبدد سحب النظر إلى ثورة 25 يناير بشىء من التوجس والريبة أن الصحف الكويتية وهى تتعامل مع قضايا الفساد المالى هناك تستلهم التجربة المصرية فى التحقيق فى الاتهامات الخاصة بالانحرافات والفساد فى بعض الوزارات والجهات الحكومية.
حتى أن مانشيتات الصحف اليومية الصادرة أمس طالبت النائب العام الكويتى بالتحقيق فيما اعتبرته وقائع فساد فى الأمانة العامة للتخطيط أسوة بالنائب العام المصرى.
وهذا مؤشر إيجابى للغاية على أن ثورة مصر بدأت تسرى فى عروق الحياة اليومية العربية، ليس بالمعنى التقليدى لما عرف بالمد الثورى فى عصور مضت، وإنما الوصول الهادئ والناعم إلى ضمير المواطن العربى، كنموذج للإبداع الشعبى فى حده الأقصى.
وإذا كانت أصداء الثورة قد وصلت متأخرة بعض الشىء إلى الشعوب الخليجية، بالمقارنة بحالة شعوب أوروبا، فإن أسبابا موضوعية ومنطقية تقف وراء هذا الأمر، أهمها أن هذه الحالة الثورية المصرية اخترقت حاجز التوقعات، بحيث احتاج المواطن فى دول الخليج بعض الوقت لكى يتأكد من أن ما يشاهده أمامه واقع وليس خيالا محلقا.
خصوصا أن مصر كانت قد غابت وغيبت وتغيبت كثيرا فى مواقف مفصلية كان الكل فيها يتطلع إلى حضورها، لكنها كانت رهينة رغبات وطموحات العائلة الرئاسية فى التوريث.
إن إشارات عديدة بدأت تلمع فى الأفق بأن الشعوب العربية تتوق لأن تردد مع فيروز مرة أخرى « مصر عادت شمسك الذهب» .