الثورة السورية.. واجب التضامن
عمرو حمزاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 27 أبريل 2011 - 9:31 ص
بتوقيت القاهرة
لم يعد مقبولا، لا أخلاقيا ولا سياسيا، أن نصمت فى مصر عن القتل والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان التى يرتكبها نظام الأسد ضد المواطنين فى سورية.
الثورة السورية كنظيرتها المصرية هى ثورة مواطنين من أجل الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وضد نظام قمعى فاسد غير قادر على الإصلاح.
الثورة السورية كنظيرتها المصرية ثورة مواطنين تواجه عنف نظام الحكم بالتزام كامل بالطابع السلمى، ولا تعدو اتهامات المسئولين السوريين للمتظاهرين بخيانة المصالح الوطنية وبحملهم أجندات خارجية وبممارستهم العنف إلا أن تكون تكرارا رديئا لما ردده من قبل المسئولين فى تونس ومصر واليمن والبحرين.
لم يعد صمتنا فى مصر مقبولا، فالشعب السورى العظيم يستحق تضامننا وينتظر مساندتنا. لست هنا فى وارد مطالبة حكومة الدكتور شرف بتبنى موقف يتجاوز التعبير اللفظى عن التضامن والمساندة لمطالب المواطنين السوريين المشروعة. فتحديات الداخل كبيرة ومرهقة.
وإعادة ضبط بوصلة السياسة المصرية تجاه العالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط على نحو يضمن الالتزام بالديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان، وهى مهمة قادمة لا محالة وأحسب أنها ستشكل قلب السياسة الخارجية المصرية إن نحن نجحنا فى صناعة الديمقراطية فى الداخل، تظل متروكة لما بعد انتخاب البرلمان والرئيس.
المطالب بالتضامن والمساندة الفعالة للثورة السورية هم نحن مواطنات ومواطنو مصر بمنظمات المجتمع المدنى وبمبادراتنا الأهلية وبإعلامنا وبشخصياتنا العامة. نعم نحن أيضا مهمومون بتحديات الداخل ومشغولون بمصر، إلا أن إنسانيتنا وانتماءنا العربى وعلاقتنا التاريخية مع الشعوب العربية وتحررنا كمواطنين من قيود المواقف الرسمية جميعها عوامل تحتم علينا التضامن مع الثورة السورية.
نستطيع تنظيم الوقفات الاحتجاجية، السلمية وفى إطار من الالتزام الكامل بالضوابط القانونية، أمام السفارة والمصالح السورية فى مصر. نستطيع من خلال منظمات المجتمع المدنى أن نتحرك عربيا ودوليا للضغط على الحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية لفرض عقوبات رادعة على نظام الأسد بعد كل العنف الذى ارتكبه بحق المواطنين. ينبغى علينا ومن الآن أن نستعد للإسهام فى جهود الإغاثة الإنسانية، إن تطور الوضع فى سورية على نحو يحتم تقديم الإغاثة من الخارج.
يتعين علينا أيضا أن نفرد مساحة معتبرة فى إعلامنا لمناقشة الأحداث السورية وإتاحة الفرصة لرموز الديمقراطية والحركة الحقوقية المصرية للتعبير عن مساندتهم للثورة السورية.
لا قيود واضحة على الإعلام فى مصر فى ما خص تناول الشأن السورى، على خلاف الكثير من الفضائيات والصحف المملوكة لحكومات عربية أو إقليمية تربطها بالنظام السورى شبكات مصالح معقدة وتلك الممولة من رءوس أموال عربية لدولها أيضا حسابات خاصة مع الأسد.
تجاوزتنا الانتفاضة البحرينية ونحن فى خضم الحدث المصرى ولم نتمكن من التضامن مع مواطنى البحرين الذين طالبوا بالديمقراطية وقمعوا بعنف مروع، وجاءت التفاتنا إلى ليبيا متأخرة.
دعونا اليوم لا نتأخر عن واجب التضامن مع الشعب السورى، فهذا حقه علينا باسم الإنسانية والانتماء العربى والمستقبل العربى المشترك الذى بدأنا أخيرا كمواطنين فى تحديد ملامحه الديمقراطية على الرغم من قمع الحكام.
لكل قمع نهاية.. عاشت ثورة السوريين الديمقراطية.