واحدة من الناس
لبيبة شاهين
آخر تحديث:
السبت 27 أبريل 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
قالت لى أمى «اللى يعيش فى البلد دى لازم يخدمها واللى ما يقدرش يسيبها أحسن»..
«حطيت كلامها حلقة فى ودانى» وبدأت أتحرك نحو تنفيذ مشروعى الذى حلمت به، بلدى بالنسبة لى كانت قرية المحمودية مركز ههيها شرقية.
هكذا بدأت فاطمة رزق تروى لى قصتها، التقيتها صدفة، كانت تشارك فى معرض مشروعات صغيرة أقيم على هامش المؤتمرالعربى الافريقى لسيدات الاعمال، كانت منتجات فاطمة تحتل ركنا صغيرا من احدى طاولات العرض.
«تخرجت فى كلية التجارة وعملت موظفة لعدة سنوات ثم قررت ان يكون لى مشروعى الخاص، منتجات جلدية يدوية، بدأت برأسمال 500 جنيه، وبعد ثلاث شهور اشتريت اول ماكينة مستعملة كان ذلك عام 2006، عدت إلى قريتى بمشروعى لأشرك فيه بنات القرية، كبر المشروع وعملت به 65 بنتا، لم يكن مجرد مشروع اقتصادى، كان حياة اجتماعية متكاملة، محو امية، توعية ثقافية ندوات، وخلال اربع سنوات كبر المشروع وحصلت على قرض من الصندوق الاجتماعى، وعقدنا صفقات لتصدير منتجاتنا، التى تحمل اسم بنت الريف، إلى روسيا وايطاليا وامريكا، حاولت التوسع من خلال الحصول على قطعة ارض اكبر بالقرية فاصطدمت بجمعية انصار السنة بالقرية والتى عارضت انشطة محو الامية والتوعية بل وتشغيل بنات القرية باجور لم يعرفنها من قبل، قال مسئولو الجمعية انهم يريدون الارض لاقامة مجمع اسلامى، فى النهاية اضطررت للانسحاب بعد ان رفض محافظ الشرقية وقتها يحيى عبدالمجيد الوقوف بجانبى وانتقلت إلى العاشر من رمضان فى نهاية 2010 وبدأ المصنع ينشط من جديد وزاد العمال إلى 150 عاملا وانشأت موقعا الكترونيا وشاركت فى معرض بولاية لاس فيجاس الامريكية بمساعدة وزارة الصناعة ايام المهندس رشيد «على فكرة كان راجل كويس»، وحصلت على رخصة بيع بالجملة والتجزئة فى الولاية، ثم قامت ثورة 25 يناير وصاحبها انفلات امنى متعمد فتوقف الحال ولم استطع تحصيل اموالى بالسوق، اضطررت لبيع المنتجات بربع ثمنها، استمرت المشكلات وعجزت عن سداد إيجار المصنع واجور العمال فتوقفت عن العمل وقمت بتخزين المكن، وعجزت عن سداد قرض الصندوق الاجتماعى، تقدمت بطلب لجدولة القرض ووقف الفوائد لكنهم رفضوا طلبت تغيير الضامن وكان ابى واخى لكن الصندوق رفض ايضا، ولا أجد سبيلا للتحرك من جديد.
طوال السنوات الست الماضية لم يعرف اليأس طريقه إلى نفسى ولكن الآن اشعر باحباط قاتل وافكر بكلام امى «من لا يستطيع خدمة بلده فليرحل» افكر الآن فى الرحيل. هذه هى قصة واحدة من الناس فى ظل حكومة ثورة تتدعى مساندة الشباب ودعم المشروعات الصغيرة.