الباباوان
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
الأحد 27 أبريل 2014 - 11:05 ص
بتوقيت القاهرة
يعلن اليوم قداسة البابا فرنسيس بابا روما اثنين من أسلافه قديسين وهما البابا يوحنا الثالث والعشرون والبابا يوحنا بولس الثانى والقديس فى الكنيسة الكاثوليكية هو من قام بأعمال بطولية، أو مات شهيدا من أجل الإيمان، أو تمت بعد وفاته معجزات شفاء.
والبابا يوحنا الثالث والعشرون هو بابا الكنيسة الكاثوليكية الحادى والستون بعد المائتين بين 28 أكتوبر 1958 و3 يونيو 1963 وهو صاحب الفكرة والدعوة لعقد المجمع الفاتيكانى الثانى الذى يجمع مطارنة جميع العالم من أجل تجديد وجه الكنيسة، ويعتبر من الباباوات الأكثر شعبية فى التاريخ المعاصر. ولد باسم أنجيلو جيوسيبى رونكالى عام 1881 فى إيطاليا وانخرط فى سلك الكهنوت باكرا وأصبح أسقفا ثم زائرا رسوليا فبطريركا للبندقية عام 1953.
وكتب خلال حبريته عددا كبيرا من الرسائل والدساتير العامة وعمل إلى تغيير وانفتاح الكنيسة الكاثوليكية على العالم خاصة على الأديان الأخرى من خلال وثائق المجمع. غير أنه لم يعش ليرى ختام أعماله، بل توفى بعد ختام الدورة الأولى منه مباشرة، ليكمل خليفته بولس السادس سائر دورات المجمع.
أعلن طوبايا وهى المرحلة التى تسبق مرحلة إعلان القداسة، فى 3 سبتمبر 2000 على يد البابا يوحنا بولس الثانى.
أما البابا يوحنا بولس الثانى فهو البابا الرابع والستون بعد المائتين منذ 16 أكتوبر 1978 وحتى وفاته فى 2 أبريل 2005 فى حبرية طويلة دامت ستة وعشرين عاما. ولد فى 18 مايو 1920 باسم كارول جوزيف فوتيلا، سيم كاهنا عام 1946 وأصبح أسقفا عام 1958 ثم كاردينالا عام 1967 وأخيرا حبرا أعظم للكنيسة الكاثوليكية خلفا للبابا يوحنا بولس الأول، وعند انتخابه كان البابا غير الإيطالى الأول منذ عهد إدريان السادس (1522 ــ 1523) كما كان البابا البولندى الأول فى تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
اعتبر البابا يوحنا بولس الثانى واحدا من أقوى عشرين شخصية فى القرن العشرين، وقد لعب دورا بارزا فى إسقاط النظام الشيوعى فى بلده بولندا وكذلك فى عدد من دول أوروبا الشرقية، وكذلك فقد ندد «بالرأسمالية المتوحشة» فى تعليمه الاجتماعى، ونسج علاقات حوار بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الآنجليكانية إلى جانب الديانتين اليهودية والإسلامية التى فتح معها أبواب الحوار، وقد انتقد من قبل بعض الليبراليين لتمسكه بتعاليم الكنيسة ضد وسائل منع الحمل الاصطناعى والإجهاض والموت الرحيم والمثليين وسيامة النساء ككهنة.
كذلك فقد كان البابا واحدا من أكثر قادة العالم سفرا خلال التاريخ، إذ زار خلال توليه منصبه 129 بلدا. وكان يجيد الإيطالية والألمانية والإنجليزية والإسبانية والبرتغالية والروسية والكرواتية إلى جانب اللاتينية والبولندية لغته الأم. كما أن أحد محاور تعليمه اللاهوتى كان يستند على «القداسة الشاملة» وفى سبيل ذلك أعلنت خلال حبريته قداسة 483 شخصا وفق العقائد الكاثوليكية وطوباوية 1340 آخرين، أى أن ما رفع خلال حبريته يوازى حصيلة أسلافه خلال القرون الخمسة السابقة، لا ننسى زيارة البابا يوحنا بولس الثانى لبلادنا الحبيبة مصر فى فبراير سنة 2000 وقد جاء حاجا على خطى موسى والتقى بالإمام الأكبر المرحوم الشيخ طنطاوى فى مقر الأزهر الشريف وكذلك مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس وتحت اقدام جبل موسى صلى فى دير سانت كاترين وأحبه المصريون المسلمون والمسيحيون وحزنوا حزنا كبيرا لوفاته واحتفل بإعلانه طوبايا فى 1 مايو 2011. الباباوان مثال حى لقديسين معاصرين استطاعا ان يعيشا ما يؤمنان به ويكونان مثالا وقدوة للمؤمنين.