صحة السيد الرئيس
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الأحد 27 مايو 2012 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
تسابق كل السادة المرشحين المحتملين للرئاسة فى التلويح بملفاتهم الصحية ظاهرة للعيان حينما أثار البعض قضية هل من حق الشعب أن يعلم حقائق متعلقة بصحة السيد الرئيس؟
ذكر أحدهم بثقة أنه سليم لا يعانى أى أمراض وإن كان ينقصه بعض من الجهد البدنى وقد بدأ من سباق الرئاسة فى المشى عشرين كيلومترا يوميا.
لو توخى الحذر نسأل طبيبا قبل أن يجيب عن سؤال استعد له ولم يفاجئه لأخبره الطبيب أن اقصى ما يسمح به لثلاث أو أربع مرات اسبوعيا هو المشى لخمسة أميال بعد استعداد وتدريب طويل قد يستمر ستة أشهر على الأقل!
أما الثانى فقد تقدم بتقرير طبى مختوم بخاتم النسر يقر أنه يعانى من ارتفاع فى ضغط الدم متوسط وأن معدل سكره فى الدم تحت السيطرة وهو حال كل رجال العالم تقريبا فى تلك المرحلة من العمر.
الثالث ليؤكد أنه «مننا» وحاله زينا كلنا فقد أعلن أنه عولج من التهاب الكبد الوبائى الفيروسى «سى» ولأنه أكيد «مننا» فإصابته نتيجة إصابة قديمة بالبلهارسيا التى اغتالت عبدالحليم حافظ.
الرابع كانت إجابته دبلوماسية فرد على السؤال بسؤال: إذا كنت تسألين عن قدراتى الصحية فأنا قادر جسديا وذهنيا.
أما الخامس فرد بزهو وهو يعتدل فى جلسته «معروف أنى راجل رياضى طول عمرى» مع احترامى وتقديرى لهم جميعا لو كنت مكان أى منهم ما أجبت عن هذا السؤال فملف صحة الإنسان أمر شخصى تماما طالما هو مواطن عادى إذا ذهب لطبيب يعرف حق قدر مهنته لاحتفظ له به سرا مهنيا.
الأمر يختلف إذا ما صار رئيسا لدولة يُحترم فيها شعبها من الطبيعى يصور بيانا رسميا عن أحوال الرئيس الصحية إذا ما تغيرت من حق الشعب بالطبع أن يعرف بأمانة وربما كانت معاناتنا السابقة فيما يتعلق بصحة الرئيس والتى أدى نشر بعض منها إلى قيادة أحد الصحفيين إلى أبواب السجن إلى أن تعطف السيد الرئيس واطلق سراحه بعد أن وصلت الرسالة لكل أمثاله.
أيهما الأهم: صحة الرئيس الجسدية أم صحته العقلية والنفسية؟ أيهما أجدى معرفته.. المرض بالسكر وارتفاع ضغط الدم وقصور الدورة التاجية أم انفصام الشخصية والوسواس القهرى والضلالات؟
أيهما له الأثر الأقوى على قراراته وتصرفاته وردود أفعاله وأدائه؟
لا يذكر العلم أبدا أن ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بالسكر قد يولد الرغبة فى الطغيان أو ضرورة ممارسة القهر على الشعوب، قصور الشرايين التاجية قد يؤدى لموت مفاجئ أو هبوط عضلة القلب للسيد الرئيس لكنه أبدا لن يقوده إلى ضرورة الاعتقاد بأن أى هجوم على شخصه إنما هو هجوم على البلاد يجب أن يواجه بالعنف الكافي. لن يقوده أبدا لجنون العظمة.
ابحثوا فى ملفات الصحة النفسية والعقلية قبل أن تولوا من تضطرون يوما لبذل كل تلك التضحيات لخلعه واذكروا أن جائزة نوبل ذهبت يوما لعالم فى علم الطبيعة يعالج من انفصام الشخصية.