تأملاتى فى الحياة
ناجح إبراهيم
آخر تحديث:
الجمعة 27 مايو 2022 - 11:10 م
بتوقيت القاهرة
الله هو الحقيقة المطلقة العظمى فى الوجود.
«يا رب» أعظم كلمة ينطقها اللسان ويتشرف بها، ما أحلاها فى رخائك قبل شدتك وغناك قبل فقرك، ويسرك قبل عسرك، وما أجملها إذا أذاق الله قلبك حلاوتها ومعانى أسمائها وصفاتها.
لو عشنا جميعا فى كل محنة ومصيبة قوله تعالى: «قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ» لصلحت أمورنا كثيرا.
إذا أردنا نجاح أى حوار فعلينا بهذه القواعد: أولا: إلغاء التفاضل بين الأطراف فلكل طرف فضل على المجتمع وعطاء لا يستغنى عنه. ثانيا: الاجتماع على الحد الأدنى من القيم المشتركة.
ثالثا: التسامح والتغافر لا القصاص والمؤاخذة.
رابعا: التعاون والمشاركة لا الصراع والمغالبة.
خامسا: كلنا أخطأنا فى مراحل سابقة. سادسا: أن يكون الحوار لمصلحة الوطن لا لمصلحة طرف دون آخر.
الأسرة لا تقوم على جمال المرأة أو شعرها الأصفر الناعم المتهدل ولكن تقوم على أخلاقها وقيمها وصبرها وحكمتها، ولذلك نجحت أمهاتنا فى بناء أسر متماسكة قوية خرجت العلماء والحكماء، وفشلت بنات اليوم فى الحفاظ على أسرهن رغم جمالهن وروعة ثيابهن وبلغت نسبة الطلاق لأعلى معدلاتها فى تاريخ مصر الحديث.
الغش فى امتحانات الشهادة الإعدادية هذا العام وصفه الجميع بأنه غير مسبوق، أما الغش فى حياتنا فهو فى كل شىء تقريبا، لأن مصر تخلو الآن من محاضن للتربية الأخلاقية.
هناك خطر أخلاقى جسيم يتهددنا والخرق الأكبر فى مصر سيأتى من باب وزارة التربية والتعليم، فالمستوى الأخلاقى والعلمى للطلاب فى غاية التدنى.
الطالب المصرى فى المدارس الحكومية يظل من الابتدائية وحتى الجامعة لم يدخل معمل علوم ولم يقم بتجربة عملية أو يراها فى الكيمياء أو الفيزياء أو الأحياء فى حين أننا رغم نكسة 5 يونيه كنا ندخل المعمل والمدرج ونشرح الحيوانات فى الأحياء ونرى التجارب ونقوم ببعضها ونحن فى الإعدادية، قارنوا بين المدارس الإعدادية والابتدائية التى بناها الباشوات فى العصر الملكى والمدارس الحكومية الحالية، فإحدى المدارس الابتدائية فى بلدتنا بناها طوسون باشا كان بها 3 ملاعب، مسرح كبير، ومكتبة، حدائق، معمل، متحف للأحياء، مدرج، وكان بها حفلات ومسرحيات، ودورى للألعاب المختلفة، المهم رغم كل التدهور التعليمى الذى يشهده الجميع يكابر البعض أنه يتطور.
أغلب عظماء وعلماء وأدباء وحكماء مصر السابقين ربتهم امرأة أمية بسيطة كان لديها مخزون عظيم من القيم والحكمة والأخلاق والصبر والجدية، مما لا تملكه الآن خريجات الجامعة اللاتى أثبتن فشلا ذريعا فى الحياة الزوجية والصبر على إصلاح الزوج والأولاد.
أزمة الحركة الإسلامية المستعصية أنها تطرح نفسها دوما كبديل عن العالم وليست جزءا منه، أو بديلا عن الدولة أو الحكومة وليست جزءا منها، وبديلا عن الأزهر وليست مساندة له.
آخر ما كتبته إحدى محاربات السرطان على صفحتها الشخصية: «أيها المتمتعون بالصحة اشكروا خالقكم، وكفاكم حزنا على أتفه الأشياء»، وهذه والله من أصدق العبارات التى قرأتها، ما أتفه الناس الذين لا يشعرون بنعم الله عليهم ولا يشكرونها.
تجديد العقل أهم من تجديد الخطاب فى كل المجالات، إذا جددت الخطاب ولم تجدد العقل فكأنك تحرث فى البحر.
هناك سكتة فكرية تجتاح الوطن العربى كله، ترى من يذيب هذه الجلطة التى سدت شرايين الفكر لدينا؟!!
الدين جاء من أجل أن تسيطر على نفسك لا أن تسيطر على الناس، والغريب أن البعض يريد أن يفعل ذلك حتى بعد الموت.
عندما يرجع محمد وجرجس يتشاركان فى الجاموسة أو الصيدلية أو الكشك ستكون هناك وحدة وطنية بحق.
العقل المصرى والبيئة المصرية مستعدة لاستقبال مائة مستريح كل عام دون تعب وبالراحة، إنها الغفلة المصرية التى تحدث عنها ابن خلدون فى كتبه.
يلدغ المصرى من الجحر الواحد مليون مرة مع أن الرسول «صلى الله عليه وسلم» شدد على «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين». لا تلدغ من الجحر الذى لدغ منه أخوك، والله إننا نعيش فى كابوس ففى إحدى المرات استطاع عامل بدبلوم متوسط يعمل فى أحد المستشفيات الكبرى خداع عشرات الأطباء الكبار منذ سنوات وجمع منهم «تحويشة العمر» 11 مليون جنيه وهرب ولم يأخذوا عليه ورقة واحدة، مكررا مأساة كل «مستريح» ولا عزاء للمغفلين، العقل المصرى مستعد للخداع مليون مرة.
يكاد يجمع معظم أساتذة الجامعة المصرية المخضرمين أن مستوى الرسائل الجامعية فى الماجستير والدكتوراه أصبح ضعيفا للغاية مما دعا الكثيرين للاعتذار عن قبول الإشراف عليها أو مناقشتها، وفى الوقت نفسه تلزمهم الجامعة بإنهاء رسائل الدراسات العليا للطلاب العرب لأنهم يدفعون بالدولار ويدعمون الجامعة الفقيرة، فيقول بعضهم لنفسه ليس من المقبول أن أمرر رسائل العرب لأنهم أغنياء وأشدد على المصرى، فتمر عشرات الرسائل الرديئة وتسوء سمعة جامعاتنا، التى أصبحت تعطى شهادات بلا مضمون ولا كفاءة ولا علم لأصحابها، ناهيك عن مستوى الإملاء والنحو المتردى فى معظم الرسائل، أدركوا الجامعة المصرية قبل فوات الأوان.