طب الأقاليم
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 27 يونيو 2011 - 9:01 ص
بتوقيت القاهرة
طب الأقاليم: دعابة مقبولة اعتدنا أن يطلقها أصحاب الياقات البيضاء من كليات طب القاهرة ــ قصر العينى وعين شمس على طلاب وخريجى جامعات الأقاليم الجديدة مثل طب طنطا والمنصورة التى فى نظرهم بالطبع مراكز حديثة العهد بالخبرة العريقة فهل ظل الحال على ما عليه؟
نشرت جريدة الأهرام، خبرا على استحياء فى سطور قليلة جاءها من مكتبها المحلى بالمنصورة تحت عنوان «المنصورة تحتفل بنجاح الجراحة 120 لزراعة الكبد» الأسبوع الماضى. توقفت عند الخبر وأجريت اتصالات لأتأكد من تفاصيله وليس صحته لأننى قد قمت بزيارة مركز الجهاز الهضمى ووحدة زراعة الكبد منذ شهور وكان لى أن أشهد معالم ثورة حقيقية تشهد بأن تجربة التعليم الطبى والخدمة الطبية المنحازة للمواطن المصرى البسيط تتحقق هنا بدون إعلانات أو حملات دعاية أو شكوى دائمة عالية النبرة من تقصير الحكومة.
مائة وعشرون حالة زرع للكبد، أحد أعقد العمليات الجراحية التى تتطلب أكثر من فريق متكامل للعمل فى آن واحد، يبدأ بالجراح المتمرس ومساعديه وأطباء التخدير والأمراض الباطنة والمعمل وينتهى بالتمريض عالى الكفاءة نجحت جميعها فى وحدة زرع الكبد بمستشفى جامعة المنصورة التعليمى التابع لكلية الطب. لم يقتصر الأمر على نجاح العمليات إنما تعداه إلى الحفاظ على هذا النجاح فالجميع بخير ويستعدون الآن للاحتفال بانتصارهم على مصير داهم كان ينتظر أولئك المرضى. الاحتقال سيقام فى فبراير المقبل ليشارك فيه الأطباء والمرضى ومن تبرعوا لهم واقتسموا معهم أكبادهم.
إننى بلا تردد أدعو مصر كلها لتشارك فى ذلك الاحتفال النبيل الذى يشهد بالفعل أننا قادرون أن نفعل متى أردنا وأن النجاح ليس معجزة والحفاظ عليه وإن كان أصعب فإنه متاح لأصحاب الهمم.
فتشوا عن نقاط نور أخرى فى بلادنا إن ذلك بلا شك يجلب لنفوسنا الأمان الذى نفتقده والأمل الذى نحتاجه والثقة التى نفتقدها وكلها قيم أصيلة يجب أن تأتى من داخلنا ولا ننتظرها من خارج حدود الوطن.
تخطت المنصورة حاجز دعابة طب الأقاليم لتفسح الطريق أمام حقيقة مؤكدة أن الثورة فى بلادنا ممكنة وقد تبدأ من الأقاليم.المحرر