أبطال سنغفورة
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الجمعة 27 أغسطس 2010 - 12:52 م
بتوقيت القاهرة
<< كان خبر فوز منتخب كرة اليد للشباب بذهبية الألعاب الأوليمبية فى سنغافورة مفرحا، وسط غابة من الأخبار الرياضية التى لا تسر.. فهذا يعنى أن كرة اليد المصرية لها مستقبل. كما أن الذهبية كانت واحدة ضمن 7 ميداليات حققتها بعثة مصر فى سنغافورة، فى لعبات مختلفة منها الجمباز، والفروسية وأعلم أن أوليمبياد الشباب لا يحظى باهتمام الرأى العام، ولا إعلام الرأى العام الذى يتابع تفاصيل عقد عماد متعب مع الأهلى كما يلهث خلف تفاصيل عقد شيكابالا مع الزمالك، وقصة عبد الواحد والحضرى!
<< الألعاب الأوليمبية هى قمة النشاط الرياضى، والدورة الأولى للشباب التى تقام حاليا لم تحظ بنفس القدر من الاهتمام العالمى الذى يوجه إلى الألعاب الأوليمبية. لكن ما يهمنا نحن أن مصر تملك الخامات، فسبع ميداليات فى أوليمبياد أمر يستحق الإشادة، خاصة أن الإنجاز تحقق، فى بلد يرى أن الإنفاق على الرياضة رفاهية لا تملكها ميزانيته، وأن كل جنيه ينفق على لاعب أو بطل يقابله ألف جنيه يجب أن يوجه إلى تعليم أو علاج مواطن.. وهذا منطق غير دقيق، لأن الرياضة يمكن أن تصنع ما يصنعه التعليم، والبطل يمكن أن يحقق لبلده أكثر مما يحققه الموظف. وهى قضية جدلية، خاصة أن المشهد الرياضى المصرى مختصر فى فرق الدورى ونجوم كرة القدم، وفى الاحتقان العام بالملعب.
<< النقطة المهمة أن الرياضى المصرى يفوز بميداليات فى مراحل الناشئين والشباب، ثم يتراجع مستواه فى المراحل السنية التالية، وقد ينفى تلك النقطة، ما يتردد عن وجود مشروع وخطط وتعاون بين اللجنة الأوليمبية المصرية، وبين المجلس القومى للرياضة، وأن أبطال سنغافورة هم نواة لبعثة مصر فى الألعاب الأوليمبية القادمة فى لندن.. نرجو ذلك.. فعندما حصلنا على خمس ميداليات فى ألعاب أثينا 2004 تفاءلنا وتوقعنا إحراز 8 ميداليات فى بكين 2008.. فحصلنا على برونزية جودو بشق الأنفس، وعدنا بخفى حنين، وعادت مع البعثة ريما لعادتها القديمة، بالأسئلة والأفكار البالية، من نوع: متى تعود الرياضة إلى المدارس.. وكيف ننفق على الرياضة مليارات، بينما الصحة والتعليم والدعم يستهلك مليارات.
. ما هى الأولويات أن يأكل ويدرس ويتعلم ويعالج ويسكن المواطن أم أن يلعب..؟
ومادام الأمر يصاغ ويطرح على هيئة مفاضلة بين أكل وملبس ومسكن وتعليم وعلاج.. وبين لاعب وملعب.. سيكون مجنونا من يختار اللعب والملعب، مع أن الدولة كلها ستحتفل وتهتف وستلعب مع أبطال سنغافورة.. وسوف ترون.. مبروك؟!