ودعت حبك
محمود قاسم
آخر تحديث:
الجمعة 27 أغسطس 2021 - 8:00 م
بتوقيت القاهرة
مازلت مؤمنا أن المجهول أكثر من المعلوم فى أمور أفلام المصرية، ويجب أن نتذكر أننا نكتب هنا فى المقام الأول عن الأفلام وما نعرفه عنها، ففى الأسبوع الماضى تصورت أننى قلت الكلمة الأخيرة فى موضوع الاقتباس وأننى لن أكتب فى هذا الأمر بعد ذلك، لكن لقاء قديما موجود على اليوتيوب لبرنامج استضافت فيه صفاء أبو السعود الممثل الراحل أحمد رمزى يتحدث عن حياته الفنية والخاصة، فإنه قال جملة اعتراضية، وذكر أن فيلم «ودعت حبك» الذى أخرجه يوسف شاهين 1956 بطولة شادية وفريد الأطرش ورمزى مأخوذ واحد من أفلام الممثل الأمريكى «مارلون براندوا».
مارلون براندوا بدأ حياته كممثل سينمائى 1950 وقدمت فى ست سنوات مجموعة من الأفلام الشهيرة التى ليست من بينها بالمرة قصة واحدة تشبه فيلم «ودعت حبك» من هذه الأفلام: عربة اسمها الرغبة، فيفا ظباتا، على الرصيف، ويوليوس قيصر، إذن يبدو أن هناك خطأ ما ارتكبه رمزى ليس هناك فيلم حتى عام 1956 للممثل براندا قريب من الحكاية ودعت حبك، لماذا قال رمزى هذا، فهو كبطل للفيلم كان يسمع من المخرج أو المؤلف أن الفيلم عن قصة لفيلم أخر، وليست هناك تفاصيل حول المعلومة لكن بالنظر إلى فيلم الأشبال، أو «الأسود الصغيرة» الذى عرض عام 1958 فإن هناك تشابها أو تماسا مع الحدوتة الفيلم فعلا بطولة براندوا ومنتجمرى كليفت ومجموعة وإخراج جوزيف مانتفتش، تتدور أحداث فى معسكر حربى أثناء الحرب العالمية الثانية، يضم مرضا خطيرا والممرضة تحبه فيما يقارب من فيلم يوسف شاهين يفتح هذا الأمر باب الجدل والبحث عن كيف يمكننا معرفة مصادر الأفلام القديمة، فبالرجوع إلى المصادر الخاصة بالفيلم سنكتشف أنه مأخوذ عن رواية للكاتب الأمريكى «أروين شو» والرواية منشورة عام 1948 وهى الفترة التى كان فيها يوسف شاهين يقيم فى أمريكا ويدرس فنون الإخراج فإنه حسب بيانات الفيلم المصرى فإن القصة من تأليف أبو السعود الإبيارى كما ينسب إلى السيد بدير أحد أبطال الفيلم كممثل ومن المعروف أن كليهما لا يذكر أبدا فى مصادرة القصص الأصلية التى أخذ منها، وباعتبار أن كليهما لا يجيد اللغة الإنجليزية فإن أحدا لم يقل لنا كيف وصلت الرواية الأصلية إليهما؟.
هل تم ذلك عن طريق المخرج العائد من أمريكا، علما بأن الكثير من الأفلام الأولى مقتبسة من نصوص مسرحية وأدبية أمريكية مثل ابن النيل.
المجهول الذى نقصده هنا هو تفاصيل طمس علاقة الفيلم المصرى بالرواية الأمريكية لما يعنى أن علينا أن نعترف أن الإبيارى هو المؤلف وأن السيد بدير أيضا مؤلف وهذا ليس صحيحا، كم من أفلام ضاع علينا كباحثين معرفة مصادرها وسوف يمر وقت طويل قبل أن تقودنا المصادفات إلى سماع مثل هذا الحوار الذى تحدث فيه رمزى إلى صفاء أبو السعود.
إذن فكم من أفلام لا تزال تلبس شرف أنها مؤلفة من كتابها المصريين، واليوم أعلن أننا يجب إعادة مشاهدة أفلام أبو السعود الإبيارى والسيد بدير مجددا والتعرف عليها، للوصول لهذه الأفلام، ففى العام التالى كتب الإبيارى فيلم «أنت حبيبى»، ليعمل فيه نفس الطاقم يوسف شاهين وفريد الأطرش وشادية والفيلم فى حد ذاته تكرار لفيلم آخر بطولة أنور وجدى وفريد شوقى يحمل عنوان «خطف مراتى»، أى أن وضع كتاب السيناريو تحت ضوء البحث للتأكد من الأسماء الأجنبية التى رجعوا إليها وتعمدوا عدم ذكرها وضاعت الحقائق وطمس تماما، وإذا جاء الوقت لنعلنها وأثار غضب البعض من الذين يعملون فى المجال.