الهجمات تتكرر.. والأخطاء أيضا

صفوت قابل
صفوت قابل

آخر تحديث: الإثنين 27 نوفمبر 2017 - 9:50 م بتوقيت القاهرة

أصبح سجل الهموم يزداد وتتكرر المآسى من خلال هذا الإرهاب الأسود الذى اُبتلينا به ولا نعرف كيف نقضى عليه، فبعد حادث الواحات نفجع بمجزرة مسجد الروضة فى بئر العبد بسيناء والتى سقط فيها نحو 300 شهيد، ومما يزيد الكآبة أن نجد تكرارا لأقاويل وتبريرات ودعوات للثأر، ثم تتكرر نفس المواقف ويرتفع سقف التصريحات دون مواجهة تقضى على هذا الإرهاب، وفى اعتقادى كمواطن مصرى يتابع ما يجرى ولست خبيرا أمنيا أننا نكرر الأخطاء فى مواجهة هذه الشرذمة مما يعطيها قدرة على الاستمرار، ومن تلك الأخطاء المتكررة ما يلى: 

أولا: دائما هناك من يتفاجأ مما فعله هؤلاء الإرهابيون ويكون ذلك مبررا لوقوع الضحايا حيث لم يتوقعوا الضرب فى هذا المكان، وهو ما حدث فى مجزرة مسجد الروضة حيث خرج الكثيرون من الخبراء فى المداخلات التلفزيونية يتساءلون كيف يهاجمون مسجدا! بينما علينا أن نتوقع أن تأتى الضربة فى أى مكان وخاصة تلك الأماكن التى يسهل تنفيذ هذه العمليات بها، ولعموم هذه الأماكن ليس مطلوبا تأمين كل الأماكن بل سرعة الرد والتعامل. 

ثانيا: فى اعتقادى كمواطن ولست خبيرا أمنيا أن المشكلة التى لابد من التعامل معها هى سرعة الرد والتعامل، فهؤلاء القتلة حاصروا المسجد وقتلوا من يخرج منه وكما جاء فى الصحف أطلقوا النيران على سيارات الإسعاف التى وصلت لنقل المصابين وهى بالطبع وصلت بعد فترة من الحادث وتواجد الإرهابيين، بل لقد استمعت فى أحد البرامج لأحد الصحفيين المطلعين على مجريات الأمور يقول إن هؤلاء القتلة ذهبوا إلى منازل القرية وأطلقوا النار على من فيها، ما أريد قوله إنه قد مضت فترة ليست بالقليلة جاث فيها هؤلاء قتلا وتدميرا دون أن تهرع قوات الأمن للتعامل معهم، ولا يقول أحد إنهم لم يعرفوا فلقد عرفت الإسعاف ووصلت قبلهم ليطلق القتلة النار عليها.

ثالثا: القول إن هؤلاء القتلة قد هاجموا المسجد لأنه يتبع إحدى الطرق الصوفية، فيه كثير من التبسيط فهؤلاء فى حالة عداء مع النظام وهدفهم الإضرار بالنظام وليس مواجهة مجموعة من المتصوفين، وبالتالى لا يصلح الحديث عن ضرورة تصحيح المفاهيم الدينية فهذا ليس وقته بل المطلوب خطة واضحة للقضاء على هذه الفلول وليس تغيير مفاهيمهم.

رابعا: لماذا لا نحاذر وتحتاط السلطات من دور إسرائيلى مع هذه المجموعات، من الطبيعى أن تعلن إسرائيل أنها تساعدنا وتسمح بزيادة عدد القوات فى سيناء عما حددته معاهدة السلام ولكن أعتقد أننا جميعا ندرك أن هدف إسرائيل هو إضعاف وإنهاك مصر فلماذا لا يكون لها دور فيما يحدث لنا وهى التى لها الخبرة وحرية الحركة فى كل سيناء.

تكرار هذه الهجمات وتنوع المستهدف منها يتطلب إعادة النظر فى سبل مواجهتها ففى اعتقادى أن استمرار هذه الشرذمة يأتى من عدم وجود خطة سليمة للقضاء عليهم وليس لقوتهم، فقليل من صيحات الثأر وكثير من التخطيط السليم كفيل بإنهاء هذا الإرهاب الأسود من كل ربوع مصرنا.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved