إنبى والزمالك.. «5 ضد 4» جوهر الصراع
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
السبت 27 ديسمبر 2014 - 7:40 ص
بتوقيت القاهرة
درجة الحكم صفر.. وهو عالج أخطاء بأخطاء.. ومع ذلك هناك أوجه قصور فى أداء الزمالك أصابته بالهزيمة الأولى
باتشيكو يقيد حركة الظهيرين ويهاجم بجناحى وسط .. والعشرى لعب بتنظيم دفاعى وأنهك واستهلك الزمالك فى نصف الساعة الأول
مشكلة ألا يرى جمهور الأهلى والزمالك الفرق الأخرى وكيف تلعب والمشكلة أكبر حين يصاب الإعلام بذلك
ألغى الحكم الدولى محمود عاشور هدفين صحيحين للزمالك، أحدهما فى بداية المباراة فى الدقيقة الأولى. والثانى فى الدقيقة 45، والهدفان لباسم مرسى.. واحتسب الحكم ضربة جزاء صحيحة لإنبى ولكنها كادت تفسد المباراة. ثم احتسب ضربة جزاء للزمالك غير صحيحة، وطرد لاعبا من إنبى.. وأضاف 9 دقائق على الوقت الأصلى، وفعل ذلك كأنه يعالج أخطاء بأخطاء.. واستند فى ذلك كله على تحليل الحكم الدولى جمال الغندور..
بتلك البداية أضع النقاط على الحروف..
ثم إن النتيجة كان واردا أن تتغير. وسيناريو المباراة من الفريقين كان وارادا أن يتغير. لكنى أعود وأضع المزيد من النقاط على الحروف بما جرى فعليا على البساط الأخضر على الرغم من أخطاء الحكم.. مع إضافة الجملة الشهيرة: أخطاء الحكام جزء من اللعبة. وقد اصابت فرقا أكبر وفى بطولات أكبر!
• كل مباراة كبيرة، مهمة، بين فريقين كبيرين، يكون فيها هذا الصراع بين أسلوبين. ويحاول المدرب هنا والمدرب هنا فرض أسلوبه. وفى هذا الإطار نجح إنبى بقيادة طارق العشرى.. فكان منظما دفاعيا وقام بتقسيم أداء فريقه خلال الشوط الأول. نصف الساعة الأولى أنهك فيها قوى الزمالك واستهلك أعصاب لاعبيه بالدفاع الصارم. ثم بدأ مع ظهور مساحات فى الدفاع الأبيض بسبب الاندفاع للهجوم والتسجيل، تحرك وسط إنبى وشن هجوما مضادا. وهو هجوم مضاد من منتصف الملعب وليس من نهاية الملعب.. ولاحت للفريق العديد من الفرص أو أنصاف الفرص.
• جوهر الصراع فى مباراة الزمالك وإنبى كان بين خمسة لاعبين من إنبى ضد أربعة لاعبين من الزمالك. ولاعبو إنبى الخمسة هم: لاما كولين، ومحمود توبة، ومحمود فتحى، وصلاح عاشور، وأحمد شرويدة. ولاعبو الزمالك الأربعة هم: مؤمن زكريا، محمد شعبان، وباسم مرسى، وأحمد على. ونحن ههنا أمام صراع بين خط وسط إنبى الدفاعى، وبين نصف خط وسط الزمالك الهجومى، بالإضافة إلى رأسى الحربة.. وقد اقتصر الصراع على هؤلاء التسعة فى كثير من فترات المباراة على النحو التالى وللأسباب التالية:
• (1): تركيز باتشيكو مدرب الزمالك على الحماية الدفاعية تجعله مقيدا لتحركات الظهيرين، عمر جابر، وأحمد سمير. تاركا الواجب الهجومى لجناحى الوسط، من اليمين محمد شعبان (أو حازم إمام إذا لعب) وفى اليسار مؤمن زكريا (أو أحمد عيد عبدالملك حين يلعب).. والواقع أن الحرية تكون متاحة أكثر لأحمد سمير فى بعض الأحيان لكن تحركه الأمامى الأول فى مباراة إنبى بدأ فى الدقيقة 37 من اللقاء.
• (2): هناك التزام إجبارى على إبراهيم صلاح وأحمد توفيق بالتمركز دفاعيا فى قلب الوسط. هما لا يتحركان إلى المساندة الهجومية إلا نادرا، ووفقا للسيولة المرورية التى تسمح بذلك. بمعنى أن تحركهما إلى الأمام ليس من مهامهما الموكولة إليهما على مدى المباراة.. علما بأن التحرك فى الكرات الثابتة ليس تحركا مساويا للفعل نفسه حين تكون الكرة فى الحركة!
• (3): من الواضح أن باتشيكو يقسم الملعب إلى نصفين. نصف مهاجم ونصف مدافع. وحدود حركة المهاجمين من خط منتصف الملعب إلى حدود المنافس وآخرها خط مرماه. بينما يلتزم النصف المدافع وهو أكثر عددا بالنصف الخلفى من الملعب. وهذا يفسر قوة الدفاع الأبيض. وهو الذى يشكل قاعدة انطلاقاته وتفوقه كفريق.. لكن تلك التعليمات والتوجيهات تكسر فى حدود المسموح به، ووفقا لحركة الكرة واللاعبين والمساحات.. وهو بالمناسبة اتجاه عالمى، إلا أن تطبيقه يرتبط بقدرات ومهارات خاصة، كما هو الحال على سبيل المثال فى ريال مدريد. فهناك أربعة مهاجمين شرسين للغاية، وخلفهم خط وسط ديناميكى قادر على التحول بين موقفى الدفاع والهجوم بسرعة ولياقة.
• (4): فرض طارق العشرى تمركزا مماثلا على ظهيرى الجنب محمد ناصف، وأحمد صبحى. وسمح لهما بالمساندة المحدودة، بينما سمح لقلبى الدفاع بالتقدم فى الكرات الثابتة. وهو أمر معروف ومتبع فى كل الفرق بما فيها الزمالك بالطبع. إلا أن القيود هى التى فرضت شكل الصراع الذى أشرنا إليه.. أربعة من الزمالك فى مواجهة خمسة من إنبى.. ولأن فلسفة الصراع فى كرة القدم عند كل مدرب أن يكون له لاعبا زائدا فى كل خط أثناء المواجهة، فقد حقق إنبى مبدئيا تلك الزيادة فى وسط الملعب..
• (5): فى صراع الوسط زاد عدد لاعبى إنبى بلاعب.. ونظم العشرى الدفاع، ودفع رأسى الحربة أحمد على وباسم مرسى دفعا إلى خارج منطقة الجزاء وربما قاوم باسم مرسى ذلك وكان يقتحم المنطقة ويجبر دفاع إنبى على العودة معه.. وفى بعض الأحيان من الشوط الأول حجز إنبى منافسه الزمالك فى ملعبه بتقدم خط رباعى خط الظهر إلى منتصف الملعب، وتابع العشرى فى هذا الشوط خطة استهلاك الزمالك ودفعه للتوتر والتسرع ثم الاندفاع فى الهجوم، كى يستغل المساحات الخلفية فى دفاعاته وحقق ذلك فى الدقائق العشر الأخيرة من الشوط الأول وفى بداية الثانى.. وهذا يحسب لطارق العشرى، ويجب الإشادة به..
تبقى مشكلة المشاكل، وهى أن جماهير الفرق الكبيرة لاسيما الأهلى والزمالك والإسماعيلى لا ترى الفرق الأخرى التى تواجهها ولا تشاهد كيف لعبت وكيف أجاد مدربوها ولاعبوها.. والمشكلة تتفاقم حين يكون ذلك هو حال الإعلام الذى يسأل دائما لماذا فاز الأهلى والزمالك ولماذا خسر الأهلى والزمالك؟ وتكون الإجابة فى حالات كثيرة موجودة فى قلب وفى أداء الفرق الأخرى.